ومشعرة بأن فيهم من يتقيها بأسرها. وقيل: كان ناس يعملون أعمالًا حسنة، ثم يقولون: صلاتنا، وصيامنا، وحجنا، فنزلت فيهم هذه الآية، وهذا إذا كان بطريق الإعجاب أو الرياء أو السمعة. فأما من اعتقد أن ما عمله من الأعمال الصالحة من الله تعالى، وبتوفيقه وتأييده، ولم يقصد به التمدح لم يكن من المزكين أنفسهم. فإن المسرة بالطاعة طاعة، وذكرها شكر.
ومعنى الآية (١): هو سبحانه وتعالى بصير بأحوالكم، علبم بأقوالكم وأفعالكم، حين ابتدأ خلقكم من التراب، وحين صوركم في الأرحام على أطوار مختلفة وصور شتى. {فَلَا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ}؛ أي: فإذا علمتم ذلك فلا تثنوا على أنفسكم بالطهارة من المعاصي، أو بزكاة العمل وزيادة الخير، بل اشكروا على فضله ومغفرته. فهو العليم بمن اتقى المعاصي، ومن ولغ فيها، ودن نفسه باجتراحها.
{وَالنَّجْمِ}{الواو} حرف جر وقسم، {النجم} مقسم به، مجرور بواو القسم، الجار والمجرور متعلق بفعل قسم محذوف، تقديره: أقسم بالنجم. وجملة القسم مستأنفة. {إِذَا} ظرف لما يستقبل من الزمان، مجرّد عن معنى الشرط، متعلق بفعل القسم المحذوف، {هَوَى} فعل ماض، وفاعل مستتر يعود على {النجم}. والجملة في محل الجر مضاف إليه لـ {إِذَا}، والتقدير: أقسم بالنجم وقت هويه. وقيل: الظرف متعلق بمحذوف حال من {النجم}؛ أي: أقسم بالنجم حال كونه مستقرًّا في زمان هويّه. وقيل: غير ذلك. وفي كلٍ منها إشكال ذكرت مع الأجوبة عنها في المطولات. {مَا} نافية، {ضَلَّ صَاحِبُكُمْ} فعل، وفاعل. والجملة جواب القسم، لا محل لها من الإعراب. {وَمَا غَوَى} معطوف على {مَا ضَلَّ}. {وَمَا}