{أَفَتُمَارُونَهُ} الهمزة للاستفهام الإنكاري، داخلة على محذوف، والفاء: عاطفة على ذلك المحذوف. والجملة المحذوفة جملة طلبيّة، لا محل لها من الإعراب. {تمارونه} فعل، وفاعل، ومفعول به، معطوف على الجملة المحذوفة، {عَلَى مَا} جار ومجرور، متعلق بـ {تمارون}، وحقه أن يتعدّى بفي، ولكن ضمَّنه معنى الغلبة فعداه بعلى. وجملة {يَرَى} صلة لـ {مَا} الموصولة، ويجوز أن تكون {ما} مصدرية، {وَلَقَدْ} الواو: حالية، واللام: موطئة للقسم، {قد} حرف تحقيق، {رَآهُ} فعل، وفاعل مستتر، ومفعول به. والجملة جواب القسم، لا محل لها من الإعراب. وجملة القسم في محل النصب، حال من مفعول {تمارونه}. {نَزْلَةً} إما منصوب على الظرفية الزمانية، متعلق بـ {رَآهُ}؛ أي: مرّةً أخرى، أو على المفعولية المطلقة؛ أي: رؤية أخرى، و {أُخْرَى} صفة لـ {نَزْلَةً}، {عِنْدَ سِدْرَةِ} ظرف متعلق بـ {رَآهُ}، {الْمُنْتَهَى} مضاف إليه، أو حال من الفاعل أو المفعول أو منهما معًا. {عِنْدَهَا} خبر مقدم، {جَنَّةُ الْمَأْوَى} مبتدأ مؤخر. والجملة الاسمية في محل النصب، حال من {سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى}. {إِذْ} ظرف لما مضى من الزمان، في محل النصب على الظرفية الزمانية، والظرف متعلق بـ {رَآهُ}{يَغْشَى} فعل مضارع، {السِّدْرَةَ} مفعول به، {مَا} اسم موصول في محل الرفع فاعل. والجملة الفعلية في محل الجر، مضاف إليه لـ {إِذْ}. وجملة {يَغْشَى} صلة لما الموصولة {مَا} نافية، {زَاغَ الْبَصَرُ} فعل، وفاعل. والجملة مستأنفة. {وَمَا طَغَى} معطوف على {مَا زَاغَ}. {لَقَدْ} اللام: موطئة للقسم المحذوف، {قد} حرف تحقيق، {رَأَى} فعل ماض، وفاعل مستتر يعود على محمد. والجملة جواب القسم، وجملة القسم مستأنفة. {مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ} حال من الصفعول مقدّمة عليه، {الْكُبْرَى} مفعول به، والتقدير: لقد رأى الآيات الكبرى حال كونها من جملة آيات ربّه. ويحتمل أن تكون {الْكُبْرَى} صفة آيات ربّه، لا مفعولًا به، ويكون المرئي محذوفًا لتفخيم الأمر وتعظيمه، كأنه قال: لقد رأى من آيات ربّه الكبرى أمورًا عظامًا لا يحيط بها الوصف، والحذف في مثل هذا أبلغ وأهول، لأنَّ فيه تفخيمًا لآيات الله الكبرى، وأنّ فبها ما رآه وما لم يره. وهو على الوجه الأول يكون مقتضاه أنه رأى جميع الآيات الكبرى على الشمول والعموم، مع أنَّ آيات الله مما لا يحيط أحد بجملتها.