{كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ}: فيه إيجاز بالحذف، والأصل: فاختلفوا، فبعث الله النبيين.
{لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ}: فيه مجاز عقلي إن عاد الضمير إلى الكتاب من إسناد ما للفاعل إلى المفعول، وقوله {بَيْنَ النَّاسِ} إظهار في مقام الإضمار، لزيادة التعيين.
{أَمْ حَسِبْتُمْ}: {أَمْ} منقطعة مقدرة بمعنى بل التي في ضمنها الانتقال من أخبار إلى أخبار، وبمعنى الهمزة التي في ضمنها الإنكار والتوبيخ، والمعنى: ما كان ينبغي لكم أن تحسبوا هذا الحسبان، ولم حسبتموه؟ والغرض من هذا التوبيخ تشجيعهم على الصبر، وحضهم عليه.
{مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا}: فيه إيجاز بالحذف؛ لأن فيه حذف مضاف وحذف موصوف؛ تقديره: ولما يأتكم مثل محنة المؤمنين الذين خلوا {مِنْ قَبْلِكُمْ}: متعلق بـ {خلوا}، وهو كالتأكيد لمعنى {خَلَوْا} فإن القبلية مفهومة من قوله: {خَلَوْا}.
{حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ} بالنصب على قراءة الجمهور على أن {حَتَّى} بمعنى إلى، وأن مضمرة بعدها؛ أي: إلى أن يقول الرسول، فهي غاية لما تقدم من المس والزلزال، وحتى إنما ينصب بعدها المضارع إذا كان مستقبلًا، وهذا قد وقع ومضى، والجواب: أنه على حكاية الحال الماضية، وبالرفع: فعلى قراءة نافع على أن الفعل بعدها حال مقارن لما قبلها، والحال لا ينصب بعد حتى ولا غيرها؛ لأن الناصب مخلص للاستقبال فتنافيا، واعلم أن حتى إذا وقع بعدها فعل .. فإما أن يكون حالًا أو مستقبلًا أو ماضيًا، فإن كان حالًا .. رفع نحو مرض زيد حتى لا يرجونه؛ أي: في الحال، وإن كان مستقبلًا .. نصب تقول: سرت حتى أدخل البلد، وأنت لم تدخل بعد، وإن كان ماضيًا .. فتحكيه ثم