{الرَّحْمَنُ (١)} اسم من أسماء الله تعالى الحسنى. {خَلَقَ الْإِنْسَانَ (٣)} والإنسان هو هذا النوع المعرّف بالحيوان الناطق. {عَلَّمَهُ الْبَيَانَ (٤)} والبيان في اللغة: هو المنطق الفصيح المعرب عمّا في الضمير. وفي الاصطلاح: أحد فنون البلاغة الثلاثة، وهو يبحث في التشبيه، والاستعارة، والمجاز، والكناية، وقد تقدمت أمثلتها من القرآن في هذا الكتاب غير ما مرّة، وقال الراغب: البيان: هو الكشف عن الشيء، وهو أعم من النطق؛ لأنّ النطق مختص بالإنسان، وسمي الكلام بيانًا لكشفه عن المعنى المقصود، وإظهاره، انتهى. والمراد بالبيان هنا تعبير الإنسان عمّا في ضميره، وإفهامه لغيره.
أحدهما: كونه مصدرًا بمعنى الحساب كالغفران، والكفران، والشكران، والرجحان. يقال: حسبه إذا عده، وبابه نصر حسابًا بالكسر، وحسبانًا بالضم. وأما الحسبان بالكسر فمصدر بمعنى الظن، من حسب بالكسر بمعنى ظن.
والثاني: أنه جمع حساب كشهاب وشهبان، ورغيف ورغفان.
{وَالنَّجْمُ وَالشَّجَرُ} والنجم: ما ليس له ساق قويّ، ولا يدوم فوق سنة أو سنتين كالزروع من الحنطة، والشعير، ونحوهما، وسائر العشب، والبقول، والأبازير. وأصل النجم الطلوع، يقال: نجم القرن والنبات إذا طلعا، وبه سمي نجم السماء. وقيل: المراد به: نجم السماء، وحده وأراد به جميع النجوم. والمراد بسجوده: أفوله من جانب الغرب. والشجر: ما له ساق قوي، ويدوم أكثر من سنتين فما فوق كالنخل، والمشمش، والتفاح، والتين، والزيتون.
{يَسْجُدَانِ}؛ أي: ينقادان لله طبعًا كما ينقاد المكلفون اختيارًا. {وَالسَّمَاءَ رَفَعَهَا}؛ أي: خلقها مرفوعة المحل والمرتبة. {وَوَضَعَ الْمِيزَانَ}؛ أي: أثبت العدل, وشرعه، وأوجبه. والميزان: العدل في النظام. وأصله: الموزان, لأنه من وزن فهو مفعال من الوزن، قلبت الواو ياء لسكونها إثر كسرة. {أَلَّا تَطْغَوْا فِي الْمِيزَانِ (٨)}