للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

الشديدة بياض العين، والشديدة سوادها. {مَقْصُورَاتٌ} قصرن، وحبسن في خدورهن، يقال: امرأة قصيرة، وقصورة، ومقصورة؛ أي: مخدرة. {فِي الْخِيَامِ} في "القاموس": والخيمة: أكمة فوق أبانين، وكل بيت مستدير، أو ثلاثة أعواد، أو أربعة يلقى عليها الثمام، ويستظل بها في الحر أو كل بيت يبني من عيدان الشجر. والجمع خيمات، وخيام، وخيم، وخَيَم بالفتح، وكعنب. يقال: أخامها وأخيمها بناها، وخيموا دخلوا فيها، وبالمكان أقاموا. وخيم الشيء غطاه بشيء كي يعبق، وخام عنه يخيم خيمًا وخيمانًا وخيومًا وخيومة وخيامًا نكص، وجبن. وكاد كيدًا فرجع عليه. وفي "القرطبي": قال عمر رضي الله عنه: الخيمة: درة مجوفة.

{عَلَى رَفْرَفٍ} والرفرف: اسم جمع أو اسم جنس جمعي، وكذا يقال: في {عبقري}. وعبارة "السمين": الرفرف اسم جنس. وقيل: اسم جمع نقلهما مكي. والواحدة رفرفة. وهي ما تدلى من الأسرة من غالي الثياب. واشتقاقه من رفرف الطائر؛ أي: ارتفع في الهواء، انتهت. وقال غيره: الرفرف: بسط أو وسائد "مخدات". {وَعَبْقَرِيٍّ} والعبقري: العجيب النادر الموشى من البسط، منسوب إلى عبقر. وتزعم العرب أنه اسم لبلد الجن، فينبون إليه كل شيء عجيب.

{تَبَارَكَ اسْمُ رَبِّكَ}؛ أي: تقدس، وتنزه ربنا الذي أفاض على عباده نعمه الجليلة والحقيرة.

البلاغة

وقد تضمنت هذه الآيات ضروبًا من البلاغة، وأنواعًا من الفصاحة والبيان والبديع:

فمنها: الإضافة في قوله: {مَقَامَ رَبِّهِ} للدلالة على الاختصاص الملكي؛ إذ لا ملك يومئذٍ إلا لله تعالى.

ومنها: الجناس الناقص في قوله: {وجنى الجنتين} لتغير الشكل، والحروف.

ومنها: الإيجاز بالحذت في قوله: {فِيهِنَّ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ} فإنَّ فيه حذف الموصوف، وإبقاء الصفة؛ أي: نساء قصرن أبصارهن على أزواجهن. وفيه أيضًا