للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

البلاغة

وقد تضمنت هذه الآيات ضروبًا من البلاغة، وأنواعًا من الفصاحة والبيان والبديع:

فمنها: جناس الاشتقاق في قوله: {إِذَا وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ (١)}.

ومنها: التعبير باسم الفاعل الذي حقيقة في الحال عند الإطلاق عما في المستقبل. وهو القيامة إشعارًا بتحقق وقوعها. ولذا اختيرت إذا دون إن الشرطية، واختيرت صيغة الماضي أيضًا.

ومنها: الطباق في قوله: {خَافِضَةٌ رَافِعَةٌ (٣)} وفيه أيضًا المجاز العقلي؛ لأن الخافض والرافع في الحقيقة هو الله تعالى؛ يرفع أولياءه، ولخفض أعداءه. وفي إسنادهما إلى القيامة مجاز عقلي؛ لما فيه من إسناد الشيء إلى زمانه كقولهم: نهاره صائم.

ومنها: تقديم الخفض على الرفع في قوله: {خَافِضَةٌ رَافِعَةٌ (٣)} مبالغة في التهويل منها.

ومنها: حذف الفاعل في قوله: {إِذَا رُجَّتِ الْأَرْضُ رَجًّا (٤) وَبُسَّتِ الْجِبَالُ بَسًّا (٥)} لعلمه، وإفادة للتهويل منها.

ومنها: الطباق بين {الْمَيْمَنَةِ}، و {الْمَشْأَمَةِ} وبين: {الْأَوَّلِينَ} و {الْآخِرِينَ}.

ومنها: التفخيم والتعظيم في قوله: {وَأَصْحَابُ الْيَمِينِ مَا أَصْحَابُ الْيَمِينِ (٢٧)} على طريق الاستفهام.

ومنها: التحقير والإهانة في قوله: {وَأَصْحَابُ الشِّمَالِ مَا أَصْحَابُ الشِّمَالِ (٤١)}.

ومنها: التفنّن في قوله: {وَأَصْحَابُ الْيَمِينِ} إلخ، وقوله: {وَأَصْحَابُ الشِّمَالِ} إلخ، بعد قوله أولًا: {أصحاب الميمنة} الخ، وقوله: {وَأَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ} إلخ.

ومنها: التشبيه المرسل المجمل في قوله: {وَحُورٌ عِينٌ (٢٢) كَأَمْثَالِ اللُّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ (٢٣) أي: كأمثال اللؤلؤ في بياضه وصفاته، حذف منه وجه الشبه. فهو مرسل مجمل.

ومنها: الاستعارة في قوله: {عَلَى سُرُرٍ مَوْضُونَةٍ (١٥)} من الوضن. وهو حقيقة