وقد تضمنت هذه الآيات ضروبًا من البلاغة، وأنواعًا من الفصاحة والبيان والبديع:
فمنها: جناس الاشتقاق في قوله: {إِذَا وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ (١)}.
ومنها: التعبير باسم الفاعل الذي حقيقة في الحال عند الإطلاق عما في المستقبل. وهو القيامة إشعارًا بتحقق وقوعها. ولذا اختيرت إذا دون إن الشرطية، واختيرت صيغة الماضي أيضًا.
ومنها: الطباق في قوله: {خَافِضَةٌ رَافِعَةٌ (٣)} وفيه أيضًا المجاز العقلي؛ لأن الخافض والرافع في الحقيقة هو الله تعالى؛ يرفع أولياءه، ولخفض أعداءه. وفي إسنادهما إلى القيامة مجاز عقلي؛ لما فيه من إسناد الشيء إلى زمانه كقولهم: نهاره صائم.
ومنها: تقديم الخفض على الرفع في قوله: {خَافِضَةٌ رَافِعَةٌ (٣)} مبالغة في التهويل منها.
ومنها: حذف الفاعل في قوله: {إِذَا رُجَّتِ الْأَرْضُ رَجًّا (٤) وَبُسَّتِ الْجِبَالُ بَسًّا (٥)} لعلمه، وإفادة للتهويل منها.
ومنها: الطباق بين {الْمَيْمَنَةِ}، و {الْمَشْأَمَةِ} وبين: {الْأَوَّلِينَ} و {الْآخِرِينَ}.
ومنها: التفخيم والتعظيم في قوله: {وَأَصْحَابُ الْيَمِينِ مَا أَصْحَابُ الْيَمِينِ (٢٧)} على طريق الاستفهام.