ومنها: الإيجاز في قوله: {لَا يُصَدَّعُونَ عَنْهَا وَلَا يُنْزِفُونَ (١٩)} فجمع في هاتين الكلمتين جميع عيوب الخمر في الدنيا.
ومنها: توافق الفواصل في الحرف الأخير في قوله: {فِي سِدْرٍ مَخْضُودٍ (٢٨) وَطَلْحٍ مَنْضُودٍ (٢٩) وَظِلٍّ مَمْدُودٍ (٣٠)}.
وقوله: {فَشَارِبُونَ عَلَيْهِ مِنَ الْحَمِيمِ (٥٤) فَشَارِبُونَ شُرْبَ الْهِيمِ (٥٥)} وهو مما يزيد في رونق الكلام، وحسنه. وهو المسمى عندهم بالسجع المرصع؛ أي: غير المتكلف به. وهو من المحسنات البديعية.
ومنها: المبالغة في التشبيه في قوله: {سِدْرٍ مَخْضُودٍ}؛ لأنّ المخضود في سدر الدنيا، المقطوع المزال عنه شوكه. فإن سدر الدنيا مخلوق بشوك، والذي أزيل عنه شوكه يسمى مخضودًا. وسدر الجنة خلق بلا شوك، كأنه خضد شوكه؛ أي: قطع ونزع عنه. فقوله: {فِي سِدْرٍ مَخْضُودٍ (٢٨)} إما من باب المبالغة في التشبيه أو مجاز بعلاقة السببية، فإن الخضد سبب لانقطاع الشوك.
ومنها: تأكيد المدح بما يشبه الذم في قوله: {لَا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَلَا تَأْثِيمًا (٢٥) إِلَّا قِيلًا سَلَامًا سَلَامًا (٢٦)} لأن السلام ليس من جنس اللغو والتأثيم. فهو مدح لهم بإفشاء السلام. وهذا كقول القائل: ولا ذنب ليس إلا محبتك.
ومنها: التهكم بأصحاب المشأمة في قوله: {وَظِلٍّ مِنْ يَحْمُومٍ (٤٣) لَا بَارِدٍ وَلَا كَرِيمٍ (٤٤)} إشعارا بأنهم لا يستأهلون للظل البارد الكريم الذي هو لأضدادهم في الجنة.
ومنها: التشبيه البليغ في قوله: {هَذَا نُزُلُهُمْ يَوْمَ الدِّينِ (٥٦)}؛ أي: كالنزل الذي يعد للنازل مما أحضر مكرمة له.