للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

الساكنة ألفًا حرف مد مجانسًا لحركة الأولى، ثم قلبت الياء ألفًا لتحركها بعد فتح. {وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ} أصله: نهيكم، بوزن فعل، قلبت الياء ألفًا لتحركها بعد فتح. {فَانْتَهُوا} أصله: فانتهيوا، أمر من انتهى الخماسي، استثقلت الضمة على الياء فحذفت، فلما سكنت .. حذفت لالتقاء الساكنين، وضمت الهاء لمناسبة الواو. {يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ} أصله: يبتغيون، بوزن يفتعلون، استثقلت الضمة على الياء فحذفت للتخفيف، فلما سكنت .. التقى ساكنان، فحذفت الياء وضمت الغين لمناسبة الواو.

البلاغة

وقد تضمنت هذه الآيات ضروبًا من البلاغة، وأنواعًا من الفصاحة والبيان والبديع:

فمنها: طباق السلب في قوله: {مَا ظَنَنْتُمْ أَنْ يَخْرُجُوا وَظَنُّوا أَنَّهُمْ مَانِعَتُهُمْ حُصُونُهُمْ مِنَ اللَّهِ}.

ومنها: القصر في قوله: {أَنَّهُمْ مَانِعَتُهُمْ حُصُونُهُمْ}. إن قلنا: إن {مَانِعَتُهُمْ} خبر مقدم، و {حُصُونُهُمْ}: مبتدأ مؤخر، والجملة خبر {أَنَّهُمْ}. فإن تقديم المسند على المسند إليه يفيد قصر المسند إليه على المسند، فإن معنى قولك: (قائم زيد) أن زيدًا مقصور على القيام لا يتجاوزه إلى القعود، وكذا معنى الآية أن حصونهم ليس لها صفة غير المانعية.

ومنها: المقابلة اللطيفة بين {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ} وبين {وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا}.

ومنها: الاستعارة التصريحية التبعية في قوله: {وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ}؛ لأن القذف حقيقة في الرمي البعيد، فاستعير لإلقاء الرعب وإثباته في قلوبهم.

ومنها: الإسناد المجازي في قوله: {يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُمْ بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ}؛ لأن إسناد تخريب المؤمنين إليهم لما أنهم تسببوا في ذلك، فكأنهم كلفوهم إياه وأمروهم به.

ومنها: الطباق بين القطع والترك في قوله: {مَا قَطَعْتُمْ مِنْ لِينَةٍ أَوْ تَرَكْتُمُوهَا