ومنها: القصر في قوله: {أَنَّهُمْ مَانِعَتُهُمْ حُصُونُهُمْ}. إن قلنا: إن {مَانِعَتُهُمْ} خبر مقدم، و {حُصُونُهُمْ}: مبتدأ مؤخر، والجملة خبر {أَنَّهُمْ}. فإن تقديم المسند على المسند إليه يفيد قصر المسند إليه على المسند، فإن معنى قولك:(قائم زيد) أن زيدًا مقصور على القيام لا يتجاوزه إلى القعود، وكذا معنى الآية أن حصونهم ليس لها صفة غير المانعية.
ومنها: المقابلة اللطيفة بين {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ} وبين {وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا}.
ومنها: الاستعارة التصريحية التبعية في قوله: {وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ}؛ لأن القذف حقيقة في الرمي البعيد، فاستعير لإلقاء الرعب وإثباته في قلوبهم.
ومنها: الإسناد المجازي في قوله: {يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُمْ بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ}؛ لأن إسناد تخريب المؤمنين إليهم لما أنهم تسببوا في ذلك، فكأنهم كلفوهم إياه وأمروهم به.
ومنها: الطباق بين القطع والترك في قوله: {مَا قَطَعْتُمْ مِنْ لِينَةٍ أَوْ تَرَكْتُمُوهَا