{إِنَّ} ثم نقلت حركة الراء الأولى إلى الباء فسكنت فأدغمت في الراء الثانية. فهو مضارع بر، من باب فعل بكسر العين، يفعل بفتحها. {أَنْ تَوَلَّوْهُمْ} أصله: تتوليونهم، حذفت نون الرفع لدخول الناصب، وحذفت إحدى التاءين للتخفيف، ثم قلبت الياء ألفًا لتحركها بعد فتح، ثم لما التقت ساكنهّ مع واو الجماعة .. حذفت.
وقد تضمنت هذه الآيات ضروبًا من البلاغة، وأنواعًا من الفصاحة والبيان والبديع:
فمنها: صيغة المضارع في قوله: {يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ وَإِيَّاكُمْ} لاستحضار الصورة الماضية.
ومنها: تغليب المخاطب على الغائب أي: على الرسول في قوله: {أَنْ تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ رَبِّكُمْ}.
ومنها: الالتفات من التكلم إلى الغيبة في قوله: {أَنْ تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ رَبِّكُمْ}، حيث لم يقل؛ أن تؤمنوا بي، للإشعار بما يوجب الإيمان من الألوهية والربوبية.
ومنها: عطف {وَابْتِغَاءَ مَرْضَاتِي} على {جِهَادًا فِي سَبِيلِي} تصريحًا بما علم التزامًا. فإن الجهاد في سبيل الله إنما هو لإعلاء كلمة الله ودينه، لا لغرض آخر.
ومنها: إسناد الخروج إليهم في قوله: {إِنْ كُنْتُمْ خَرَجْتُمْ جِهَادًا فِي سَبِيلِي} إلخ. معللًا بالجهاد والابتغاء للدلالة على أن المراد من إخراج الكفرة كونهم سببًا لخروجهم بأذيتهم لهم، فلا ينافي تلك السببية كون إرادة الجهاد والابتغاء علة له.
ومنها: الطباق بين {أَخْفَيْتُمْ} و {أَعْلَنْتُمْ} في قوله: {وَأَنَا أَعْلَمُ بِمَا أَخْفَيْتُمْ وَمَا أَعْلَنْتُمْ}.
ومنها: الإتيان بصيغة الماضي في قوله: {وَوَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ} للإيذان بتحقق ودادتهم قبل أن يثقفوهم.
ومنها: الاستعارة التصريحية الأصلية في قوله: {لَنْ تَنْفَعَكُمْ}. لأن