قد تقدم لك ذكر مناسبة هذه السورة لما قبلها آنفًا، وأما قوله تعالى:{مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ...} الآيات، مناسبته لما قبله: أن الله سبحانه وتعالى لما (١) أثبت التوحيد والنبوة وذكر أنه بعث محمدًا - صلى الله عليه وسلم - للأميين، وقال اليهود: إن الرسول لم يبعث لنا .. رد عليهم مقالهم بأنهم لو فهموا التوراة حق الفهم، وعملوا بما فيها لرأوا فيها نعت الرسول - صلى الله عليه وسلم - والبشارة به، وأنه يجب عليهم اتّباعه، وما مثلهم في حملهم للتوراة وتركهم العمل بها إلا مثل الحمار يحمل الكتب ولا يجديه حملها نفعًا.
ثم رد عليهم مقالًا آخر، إذ قالوا: نحن أحباء الله وأولياؤه، وأنه لن يدخلنا