للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

{فَأَصَّدَّقَ}: {الفاء}: عاطفة، {أصدق}: فعل مضارع منصوب بأن مضمرة وجوبًا بعد الفاء السببية الواقعة في جواب التحضيض أو التمني، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا، تقديره: أنا، والجملة الفعلية مع أن المضمرة في تأويل مصدر معطوف على مصدر متصيد من الجملة التي قبلها من غير سابك لإصلاح المعنى؛ تقديره: لولا تأخيرك إياي إلى أجل قريب فتصدقي. {وَأَكُنْ}: على قراءة الجزم: مجزوم بالعطف على محل قوله: {فَأَصَّدَّقَ}؛ لأنه في تقدير: إن أخرتني .. أصدق وأكن من الصالحين. وعلى قراءة النصب: معطوف على لفظ {فَأَصَّدَّقَ}. وعلى قراءة الرفع: فعلى الاستئناف، كما مر جميع ذلك في مبحث القراءة. واسم {أكن} ضمير مستتر يعود على المتكلم {مِنَ الصَّالِحِينَ}: خبره.

{وَلَنْ يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْسًا إِذَا جَاءَ أَجَلُهَا وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (١١)}.

{وَلَن}: {الواو}: عاطفة على مقدر تقديره: فلا يؤخر هذا المتمني ولن يؤخر الله ... إلخ. فكأنه عطف علة على معلول؛ أي: لا يؤخر هذا المتمني؛ لأن الله لا يؤخر نفسًا إذا جاء أجلها. {يُؤَخِّرَ}: فعل مضارع منصوب بـ {لن}، ولفظ الجلالة {اللَّهُ} فاعل، {نَفْسًا}: مفعول به، {إِذَا}: ظرف لما يستقبل من الزمان، مجرد عن معنى الشرط، متعلق بـ {يُؤَخِّرَ}، {جَاءَ أَجَلُهَا}: فعل وفاعل، والجملة في محل الخفض بإضافة {إِذَا} إليها؛ أي: لا يؤخرها وقت مجيء أجلها. {وَاللَّهُ}: مبتدأ، {خَبِيرٌ}: خبره، والجملة مستأنفة مسوقة للتهديد، {بمَا}: متعلق بـ {خَبِيرٌ}، وجملة {تَعْمَلُونَ} صلة لـ {ما} الموصولة.

التصريف ومفردات اللغة

{إِذَا جَاءَ أَجَلُهَا}: جمع منافق، اسم فاعل من نافق الرباعي، ينافق نفاقًا، والنفاق: إظهار الإيمان باللسان، وكتمان الكفر بالقلب. فالمنافق: هو الذي يضمر الكفر اعتقادًا ويظهر الإيمان قولًا. وفي "المفردات": النفاق: الدخول في الشرع من باب والخروج منه من باب آخر من النافقاء، إحدى حجرتي اليربوع والثعلب والضب، يكتمها ويظهر غيرها، فإذا أتي من قبل القاصعاء - وهو الذي يدخل منه - ضرب النافقاء برأسه فانتفق. والنفق: هو السرب في الأرض النافذ. {نَشْهَدُ} والشهادة: قول صادر عن علم حصل بشهادة بصر أو بصيرة. {فَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ} يقال: صده عن الأمر صدًا؛ أي: منعه وصرفه، وصد عنه صدودًا؛ أي: