ومنها: الطباق بين {آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا} وبين {الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ}.
ومنها: التشبيه المرسل التمثيلي في قوله: {كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُسَنَّدَةٌ} فالمشبه: هم، أي: رؤوساء المنافقين أو المدينة، وكانوا يحضرون مجلس رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ويستندون فيه إلى الجدر، وكان النبي ومن حضر يتعجبون أو هياكلهم المنصوبة. والمشبه به هو: الخشب المنصوبة المسندة إلى الحائط. ووجه الشبه: كون الجانبين أشباحًا خالية عز العلم والنظر، على حدّ قتل حسان - رضي الله عنه -:
ومنها: التشبيه التمثيلي أيضًا في قوله: {يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ}؛ أي: إنهم لجبنهم وهلع نفوسهم واضطراب قلوبهم إذا نادى مناد في المعسكر، أو انفلتت دابة، أو نشدت ضالّة .. وجفت قلوبهم وزايلهم رشدهم، وحسبوا أن هناك شرًا يتربص بهم وكيدًا ينتظر الإيقاع بأرواحهم. وقد رمق الأخطل سماء هذا المعنى، فقال:
ويمكن أن يقال: إن وجه الشبه هو عزوب أحلامهم وفراغ قلوبهم من الإيمان. ولم يكتف بالتشبيه بالخشب بل جعلها مسندة إلى الحائط لعدم الانتفاع بها؛ لأنها إذا كانت في سقف أو مكان .. ينتفع بها.
ومنها: أسلوب التجريد في قوله: {قَاتَلَهُمُ اللَّهُ} كقراءة ابن عباس - رضي الله عنهما - في قوله:{ومن كفر فأمتعه يا قادر}.
ومنها: إيراد اللعنة في صورة الإخبار مع أنه إنشاء معنى في قوله: {قَاتَلَهُمُ