{وَإِنْ تَظَاهَرَا عَلَيْهِ} أصله: تتظاهران - بتاءين - وحذفت منه نون الرفع للجازم وإحدى التاءين للتخفيف، ماضيه: تظاهر، من باب تفاعل من الظهر؛ لأنه أقوى الأعضاء. {ظَهِيرٌ}؛ أي: ظهراء معاونون وأنصار مساعدون. {عَسَى رَبُّهُ} أصله عسي بوزن فعل، قلبت الياء ألفًا لتحركها بعد فتح. {مُسْلِمَاتٍ}؛ أي: خاضعات لله منقادات له بالطاعة. {مُؤْمِنَاتٍ}؛ أي: مصدقات بتوحيد الله مخلصات له. {قَانِتَاتٍ}؛ أي: مواظبات على القنوت والعبادة. {تَائِبَاتٍ}؛ أي: مقلعات عن الذنوب، وفيه إعلال بالإبدال، أصله: تاوبات، من تاب يتوب أبدلت الواو في الجمع والمفرد همزة حملًا للوصف في الإعلال على فعله حيث أعل بقلب الواو ألفًا في الفعل لأن أصل تاب توب، كقال أصله: قول {عَابِدَاتٍ} أي: متعبدات متذللات لأمر الرسول - صلى الله عليه وسلم -. {سَائِحَاتٍ} أي: صائمات، وسمي الصائم بذلك من حيث أن السائح لا زاد معه ولا يزال ممسكا حتى يجد الطعام، كالصائم، ثم لا يزال كذلك حتى يجيء وقت الإفطار. وفيه إعلال بالإبدال، أصله: سايحات، أبدلت الياء همزة في الجمع أيضًا حملًا للوصف في الإعلال على فعله: سيح، حيث قلبت الياء ألفًا، والسياحة في اللغة: الجولان في الأرض. {ثَيِّبَاتٍ} جمع ثيب، والثيب الرجل الداخل بامرأة. والمرأة المدخول بها، يستوي فيه المذكر والمؤنث، فيجمع المذكر على ثيبين، والمؤنث على ثيبات، من ثاب إذا رجع، سميت به المرأة لأنها راجعة إلى زوجها إن أقام بها، وإلى غيره إن فارقها، أو إلى حالتها الأولى، وهي: أنه لا زوج لها، فهي لا تخلو عن الثوب، أي: الرجوع، وقس عليها الرجل.
وأصل ثيب: ثيوب كسيّد وميّت، أصلهما سيود وميوت، ووزن ثيبات فيعلات، أدغمت ياء فيعل في عين الكلمة كما هو رأي صاحب "القاموس"