قوله تعالى:{حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ ...} الآية، والذي (١) يظهر في مناسبة هذه الآية لما قبلها: أنه تعالى لمّا ذكر جملة كثيرة من أحوال الأزواج والزوجات، وأحكامهم في النكاح والوطء والإيلاء، والطلاق والرجعة والإرضاع، والنفقة والكسوة والعدد، والخطبة والمتعة والصداق والتشطير، وغير ذلك، وكانت تكاليف عظيمة تشغل من كلفها أعظم شغل بحيث لا يكاد يسع معها شيء من الأعمال، وكان كل من الزوجين قد أوجب عليه للآخر ما يستفرغ فيه الوقت، ويبلغ منه الجهد، وأمر كلا منهما بالإحسان إلى الآخر حتى في حالة الفراق، وكانت مدعاة إلى التكاسل عن الاشتغال بالعبادة إلا لمن وفقه الله تعالى .. أمر تعالى بالمحافظة على الصلوات التي هي الوسيلة العظمى بين الله وبين عبده، وإذا كان قد أمر بالمحافظة على أداء حقوق الآدميين .. فلأن يؤمر بأداء حقوق الله تعالى أولى وأحق ولذلك جاء: فدين الله أحق أن يقضى، فكأنه قيل: لا يشغلنكم التعلق بالنساء وأحوالهن عن أداء ما فرض الله عليكم، فمع