للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وفي "القاموس": البنان: الأصابع أو أطرافها. قال الراغب: البنان: الأصابع، قيل: سُمِّيت بذلك؛ لأن بها إصلاح الأحوال التي يمكن للإنسان أن يُبِنَّ بها ما يريد؛ أي: يقيم. يقال: أبَنَّ بالمكان يَبِنُّ، لذلك خص بالذكر في قوله تعالى: {بَلَى قَادِرِينَ عَلَى أَنْ نُسَوِّيَ بَنَانَهُ (٤) وقوله: {وَاضْرِبُوا مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ}. خصه لأجل أنها يقاتل بها ويدافع.

{لِيَفْجُرَ أَمَامَهُ} الفجر: شق الشيء شقًّا واسعًا، والفجور: شق ستر الديانة. وقال بعضهم: الفجور الميل، فالكاذب والمكذّب والفاسق فاجر؛ أي: مائل عن الحق، كما مرّ. {أَمَامَهُ} الأمام في الأصل ظرف مكان استعير هنا للزمان فالمعنى: بل يريد الإنسان ليدوم على فجوره فيما بين يديه من الأوقات وفيما يستقبله من الزمان لا يرعوي عنه. {أَيَّانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ} أيّان ظرف زمان بمعنى متى، مركب من أيٍّ وآن؛ أي: أيّ آنٍ يوم القيامة. {فَإِذَا بَرِقَ الْبَصَرُ (٧)} يقال: برق بكسر الراء: إذا فزع ودهش، وأصله من برِق الرجل إذا نظر إلى البرق فدهش بصره، ومنه قول ذي الرمة:

وَلَوْ أَنَّ لُقْمَانَ الحَكِيْمَ تَعرَّضَتْ ... لِعَيْنَيْهِ ميٌّ سَافِرًا كاد يَبْرَقُ

وقول الأعشى:

وَكُنْتُ أَرَى فِي وَجْهِ مَيَّةً لُمْحَةً ... فَأَبْرَقُ مَغْشِيًّا عَلَيَّ مَكانِيَا

وبرق بفتح الراء: شق بصره، وهو من البريق؛ أي: لمع بصره من شدّة شخوصه. والبرق واحد بروق السحاب ولمعانه. {وَخَسَفَ الْقَمَرُ (٨)} قال في "فتح الرحمن": الخسوف والكسوف معناهما واحد، وهو ذهاب ضوء أحد النيرين أو بعضه. {أَيْنَ الْمَفَرُّ} المفر مصدر ميمي بمعنى الفرار أو اسم مكان بمعنى الفرار، وأصله: مفرر بوزن مفعل بفتح الميم والعين، نقلت حركة الراء الأولى إلى الفاء فسكنت فأدغمت في الراء الثانية. {كَلَّا لَا وَزَرَ (١١)} والوزر بفتحتين: كل ما يلجأ إليه من حصن أو جبل أو غيرهما. قال الشاعر:

لَعَمْرُكَ مَا لِلفَتَى مِنْ وَزَرْ ... مِنَ الْمَوْتِ يُدْرِكُهُ وَالْكِبَرْ

{يَوْمَئِذٍ الْمُسْتَقَرُّ} المستقر إما مصدر ميميّ بمعنى الاستقرار، أو اسم مكان بمعنى مكان الاستقرار. {وَلَوْ أَلْقَى مَعَاذِيرَهُ (١٥)} اسم جمع للمعذرة بمعنى الاعتذار