{هَلْ} هنا بمعنى قد التحقيقية، فليست للاستفهام؛ لأنّ الاستفهام محال على الله تعالى. وقيل: للاستفهام التقريري، والجواب مقدّر، تقديره: نعم. {أَتَى} فعل ماض، {عَلَى الْإِنْسَانِ} متعلق به، {حِينٌ} فاعل، {مِنَ الدَّهْرِ} صفة لـ {حِينٌ}، والجملة مستأنفة. {لَمْ} حرف نفي وجزم، {يَكُنْ} فعل مضارع ناقص، واسمها ضمير يعود على {الْإِنْسَانِ}، {شَيْئًا} خبرها، {مَذْكُورًا} صفة {شَيْئًا}، وجملة {يَكُنْ} في محل النصب حال من الإنسان، أي: حال كونه غير مذكور، أو في محل الرفع صفة لـ {حِينٌ} كقوله: {يَوْمًا لَا يَجْزِي وَالِدٌ}. {إِنَّا} ناصب واسمه، {خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ} فعل وفاعل ومفعول، {مِنْ نُطْفَةٍ} متعلق بـ {خَلَقْنَا}، {أَمْشَاجٍ} نعت لـ {نُطْفَةٍ}، وجملة {خَلَقْنَا} في محل الرفع خبر {إِنَّ}، وجملة {إِنَّ} مستأنفة مسوقة لبيان كيفية خلق الإنسان {نَبْتَلِيهِ} فعل مضارع وفاعل مستتر يعود على الله ومفعول به، والجملة في محل النصب حال من فاعل {خَلَقْنَا}؛ أي: خلقناه حال كوننا مبتلين له، أو حال من {الْإِنْسَانَ}، وصحّ ذلك لأنّ في الجملة ضميرين كلّ منهما يعود على صاحب الحال. ثم هذه الحال يجوز أن تكون مقارنةً إن كان المعنى: نبتليه بتصريفه في بطن أمّه نطفةً ثم علقةً، وأن تكون مقدرة إن كان المعنى {نَبْتَلِيهِ} نختبره بالتكليف؛ لأنه وقت خلقه غير مكلف. {فَجَعَلْنَاهُ} الفاء: عاطفة للترتيب مع التعقيب، {جعلناه} فعل وفاعل ومفعول أوّل، معطوف على {خَلَقْنَا}، {سَمِيعًا بَصِيرًا} مفعول به ثان وقد نزلت الكلمتان منزلة الكلمة الواحدة؛ لأنهما كناية عن التمييز والفهم، إذ آلتهما سبب لذلك، وهما أشرف الحواس تدرك بهما أعظم المدركات. {إِنَّا} ناصب واسمه، {هَدَيْنَاهُ} فعل وفاعل ومفعول به، والجملة في محل الرفع خبر {إنّ} وجملة {إنّ} مستأنفة مسوقة لتعليل الابتلاء، {السَّبِيلَ} مفعول به ثان لـ {هدينا}، أو في محل نصب بنزع الخافض، والجار والمجرور متعلق بـ {هدينا}. {إِمَّا} حرف تفصيل، {شَاكِرًا} حال من الهاء في {هَدَيْنَاهُ}،