العامل، ولك أن تعلقه بفعل محذوف؛ أي: أجلت ليوم الفصل. {وَمَا}{الواو}: استئنافية، {ما} اسم استفهام في محل الرفع مبتدأ، {أَدْرَاكَ} فعل ماض ومفعول به أوّل، وفاعله ضمير يعود على {ما}، والجملة الفعلية في محل الرفع خبر المبتدأ، تقديره: وأي شيء مدر إياك جواب {مَا يَوْمُ الْفَصْلِ}، والجملة الاسمية جملة إنشائية مستأنفة لا محل لها من الإعراب. {مَا} استفهامية في محل الرفع مبتدأ، {يَوْمُ الْفَصْلِ} خبره، والجملة الاسمية في محل النصب سادّة مسد المفعول الثاني لـ {أَدْرَاكَ}؛ أي: شيء جعلك داريًا، جواب استفهام {مَا يَوْمُ الْفَصْلِ}، والاستفهام الأول معناه الاستبعاد والإنكار، والثاني للتهويل والتعظيم. {وَيْلٌ} مبتدأ سوغ الابتداء به مع كونه نكرة ما فيه من معنى الدعاء، {يَوْمَئِذٍ} ظرف أضيف إلى مثله، متعلق بـ {وَيْلٌ}؛ لأنّه بمعنى هلاك، أو صفة له، والتنوين عوض عن جمل محذوفة تقتبس من السياق.
والتقدير: يوم إذ طمست النجوم وفرجت السماء إلخ، {لِلْمُكَذِّبِينَ} خبر عن {وَيْلٌ}، والجملة الاسمية مستأنفة. {أَلَمْ نُهْلِكِ الْأَوَّلِينَ (١٦)} الهمزة للاستفهام التقريري؛ لأنّ الاستفهام في الأصل إنكاري، وقد دخل على نفي، ونفي النفي إثبات، ويعبّر عنه بالاستفهام التقريري. {لم نهلك} جازم وفاعل مضارع، مجزوم بـ {لم}، وفاعله ضمير مستتر تقديره: نحن، يعود على الله، {الْأَوَّلِينَ} مفعول به، والجملة جملة إنشائية لا محل لها من الإعراب. {ثُمَّ} حرف عطف وترتيب مع التراخي {نتبعهم} فعل مضارع ومفعول به، مرفوع على الاستئناف لتجرّده عن الناصب والجازم، وفاعله ضمير يعود على الله، {الْآخِرِينَ} مفعول به ثان، أي: ثمّ نحن نتبعهم الآخرين. {كَذَلِكَ} صفة لمصدر محذوف؛ أي: فعلا مثل ذلك الفعل الفظيع، {نَفْعَلُ بِالْمُجْرِمِينَ}. {نَفْعَلُ} فعل مضارع وفعل مستتر يعود على الله، {بِالْمُجْرِمِينَ} متعلق بـ {نَفْعَلُ}، والجملة مستأنفة. وقوله: {وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ (١٩)} تقدم إعرابه آنفًا فلا عود ولا إعادة، وسيأتي سر تكرارها في مبحث البلاغة.