{فَالسَّابِقَاتِ سَبْقًا (٤)}؛ أي: المسرعات عن غيرها في سبحها، فتتم دورتها حول ما تدور عليه في مدة أسرع مما يتم غيرها؛ كالقمر، فإنه يتم دورته في شهر قمري، والشمس تتم دورتها في سنة شمسية، وهكذا غيرها من السيارات السريعة، ومنها ما لا يتم دورته إلا في سنين.
{فَالْمُدَبِّرَاتِ أَمْرًا (٥)}؛ أي: فالكواكب التي تدبر بعض الأمور الكونية في عالمنا الأرضي بظهور بعض آثارها، فسبق القمر علمنا حساب شهوره، وله الأثر العظيم في السحاب والمطر، وفي البحر من المد والجزر، ولضيائه حين امتلائه فوائد في تصريف منافع الناس والحيوان. وسبق الشمس في أبراجها علمنا حساب المشهور، وسبقها إلى تتميم دورتها السنوية علمنا حساب السنين، والخلاف بين فصول السنة، واختلاف الفصول من أسباب حياة النبات والحيوان، وقد نسب إليها التدبير؛ لأنها أسباب ما نستفيده منها، والمدبر الحكيم هو الله سبحانه العزيز العلم الذي جل ذكره وعظم شأنه.
{يَوْمَ تَرْجُفُ الرَّاجِفَةُ (٦)}؛ أي: تضطرب النفخة الأولى، بها يرجف كل شيء من الأجرام الساكنة؛ كالأرض والجبال، وصفت النفخة بما يحدث منها.
{تَتْبَعُهَا الرَّادِفَةُ (٧)}؛ أي: النفخة الثانية، وبينهما أربعون سنة، وقيل: المعنى: {تَرْجُفُ}؛ أي: تضطرب وتتحرك {الرَّاجِفَةُ}؛ أي: الأرض بمن عليها.
{تَتْبَعُهَا الرَّادِفَةُ (٧)}؛ أي: السماء وما فيها تردفها وتتبعها، فإنها تنشق وتنثر كواكبها. وفي "المختار": الرجفة: الزلزلة، وقد رجفت الأرض من باب نصر. اهـ. وفي "القرطبي": وأصل الرجفة: الحركة، قال الله تعالى:{يَوْمَ تَرْجُفُ الْأَرْضُ}: وليست الرجفة هاهنا من الحركة فقط، بل من قولهم: رجف الرعد يرجف رجفًا ورجيفًا أي أظهر الصوت والحركة، ومنه سميت الأراجيف لاضطراب الأصوات بها، وإفاضة الناس بها. اهـ. وفي، "القاموس" ردفه - كسمعه ونصره - تبعه كأردفه. اهـ.
{قُلُوبٌ يَوْمَئِذٍ وَاجِفَةٌ (٨)}؛ أي: شديدة الاضطراب والخوف. وفي "المختار": وجف الشيء يجف بالكسر وجيفًا ضطرب، وقلب واجف؛ أي: