{اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ ...} الآيات، مناسبةُ (١) هذه الآيات لِمَا قبلها: أنَّه تعالى لَمَّا ذكر أنه فَضَّل بعض الأنبياء على بعضٍ، وأنَّ منهم من كلَّمه، وفسِّر بموسى عليه السلام، وأنه رفع بعضهم درجاتٍ، وفسِّر بمحمدٍ - صلى الله عليه وسلم -، ونصَّ على عيسى عليه السلام، وتفضيلُ المتبوعِ يُفهَمُ منه تفضيلُ التابعِ، وكانت اليهود والنصارى قد أحدثوا بعد نبيهم بدعًا، وخرافاتٍ في أديانهم وعقائدهم، ونسبوا الله تعالى إلى ما لا يجوز عليه، وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بُعثَ إلى الناس كافَّةً، فكان منهم العرب، وكانوا قد اتخذوا من دون الله آلهةً، وأشركوا، فصار جميع الناس المبعوث إليهم - صلى الله عليه وسلم - على غير استقامة في شَرائِعِهم وعقائدِهم، وذَكَر تعالى أنَّ {وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ} وهم الواضعون الشيءَ في غير موضعه .. أتى بهذه الآية العظيمة الدالة على إفراد الله بالوحدانية المتضمَّنة بصفاته العليا من الحياة، والاستبداد بالملك، واستحالة كونه مَحَلًّا للحوادث، ومُلكِهِ لِمَا في السموات والأرض، وامتناع الشفاعة عنده إلا بإذنه، وسَعَة علمه، وعدم إحاطة أحد بشيءٍ من علمه، وباهر ما خلق من الكرسيِّ العظيم الاتساع، ووصفه