فاستعار له اسمه على طريقة الاستعارة التصريحية التبعية.
ومنها: الطباق في قوله: {بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ}، فقد طابق بين عظم الظهر وعظم الصدر، وأفرد الأول، وجمع الآخر؛ لأن صدر المرأة تريبتها، فيقال للمرأة: ترائب يعني بها: التريبة، وما حواليها وما أحاط بها، أو يقال: إنه تعالى أراد: يخرج من بين الأصلاب والترائب، فاكتفى بالواحد عن الجماعة، كما قال تعالى:{أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا}؛ ولم يقل: والأرضين.
ومنها: الفصل في قوله: {النَّجْمُ الثَّاقِبُ (٣)}، وسياق الكلام يقتضي الوصل؛ لأنه قصد إشراكهما في الحكم، واتفقا فيه، وإنما عدل عنه تفخيمًا لشأنه، فأقسم أولًا بما يشترك فيه هو وغيره، وهو الطارق، ثم سأل عنه بالاستفهام تفخيمًا لشأنه ثانيًا، ثم فسره بالنجم إزالة لذلك الإبهام الحاصل بالاستفهام.
ومنها: فن المماثلة في قوله: {وَالسَّمَاءِ وَالطَّارِقِ (١) وَمَا أَدْرَاكَ مَا الطَّارِقُ (٢) النَّجْمُ الثَّاقِبُ (٣) إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمَّا عَلَيْهَا حَافِظٌ (٤)}، وهو تماثل ألفاظ الكلام كلها أو بعضها في الزينة دون التقفية، فالطارق والثاقب وحافظ متماثلة في الزينة دون التقفية، وأورد الشيخ عبد الغني النابلسي للقاضي يحيى بن أكثم بيتين في المماثلة: