وإن وافق يوم جمعة قرأهما جميعًا، وفي لفظ: وربما اجتمعا في يوم واحد، فقرأهما. وفي هذا الباب أحاديث كثيرة.
ومما ورد في فضلها أيضًا: ما أخرجه أحمد والبزار وابن مردويه عن علي رضي الله عنه قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يحب هذه السورة {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى (١)}.
ومما ورد أيضًا: ما أخرجه مسلم وغيره عن جابر بن سمرة: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يقرأ في الظهر بـ {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى (١)}.
ومنه أيضًا: ما أخرجه أبو داود والنسائي وابن ماجه والدارقطني والحاكم والبيهقي عن أبي بن كعب قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوتر بـ {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى (١)} و {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ (١)}، و {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (١)}.
وأخرج أبو داود والترمذي - وقال: حديث حسن غريب - والنسائي وابن ماجه والحاكم - وصححه - والبيهقي عن عائشة قالت: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يقرأ في الوتر في الركعة الأولى بـ {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى (١)}، وفي الثانية: {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ (١)}، وفي الثالثة: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (١)}، والمعوذتين.
وبحديث عائشة هذا عمل الشافعي ومالك رحمهما الله تعالى، وأما عند أبي حنيفة وأحمد .. فالمستحب في الثالثة الإخلاص فقط، عملًا بحديث أبي بن كعب السابق.
وفي "الصحيحين": أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال لمعاذ:"هلا صليت بـ {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى (١)}، {وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا (١)}، {وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى (١)} ". وسميت سورة الأعلى: لذكره فيها.
الناسخ والمنسوخ فيها: وقال ابن حزم رحمه الله تعالى: سورة الأعلى كلها محكم، فيها ناسخ، وليس فيها منسوخ، فالناسخ قوله تعالى: {سَنُقْرِئُكَ فَلَا تَنْسَى (٦)}.