ومنها: تعليل طغيان الإنسان برؤيته لنفسه الاستغناء؛ للإيذان بأن مدار طغيانه زعمه الفاسد.
ومنها: الكناية في قوله: {أَرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهَى (٩) عَبْدًا} كنى بالعبد عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
ومنها: تنكير عبد لتفخيمه - صلى الله عليه وسلم -، كأنه قيل: ينهى أكمل الخلق في العبودية عن عبادة ربه.
ومنها: العدول عن ينهاك إلى {يَنْهَى عَبْدًا}؛ للدلالة على أن النهي للعبد كان عن إقامة خدمة مولاه، ولا أقبح منه.
ومنها: الاستفهام للتعجيب من شأن الناهي في قوله: {أَرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهَى (٩)} وقوله: {أَرَأَيْتَ إِنْ كَانَ عَلَى الْهُدَى (١١)}.
ومنها: المجاز المرسل في قوله: {لَنَسْفَعًا بِالنَّاصِيَةِ (١٥)} فإن الناصية عبارة عن الشخص نفسه، فهو من إطلاق الجزء وإرادة الكل.
ومنها: المجاز العقلي في قوله: {كَاذِبَةٍ خَاطِئَةٍ}، فقد أسند الكذب والخطأ إلى الناصية، وفي الحقيقة أنهما وصف لصاحبها، وفيه من الجزالة ما ليس في قولك ناصية كاذب خاطىء، كان الكافر بلغ في الكذب قولًا والخطأ فعلًا إلى حيث أن كلًّا من الكذب والخطأ ظهر من ناصيته، وكان أبو جهل كاذبًا على الله في أنه لم يرسل محمدًا، وكاذبًا في أنه شاعر كاهن ساحر مثلًا، وخاطئًا بما تعرض له - صلى الله عليه وسلم - بأنواع الأذية.
ومنها: المجاز المرسل في قوله: {فَلْيَدْعُ نَادِيَهُ (١٧)} والمراد أهل النادي، فالنادي لا يدعى، وإنما يدعى أهله، فأطلق المحل وأريد الحال، فالمجاز مرسل علاقته المحلية، والنادي هو المجلس الذي ينتدي فيه القوم؛ أي: يجتمعون فيه كما مر.