حرهما، والمعنى أي: وأي شيء يخبرك بما هي تلك الهاوية وأنها أي شيء تكون؟ ثم فسرها بعد إبهامها، فقال: {نَارٌ حَامِيَةٌ (١١)}؛ أي: هي نار ملتهبة يهوي فيها ليلقئ جزاء ما قدم من عمل وما اجترح من سيئات. وفي هذا إيماء إلى أن جميع النيران إذا قيست بها ووزنت حالها بحالها .. لم تكن حامية، وذلك دليل على قوة حرارتها وشدة استعارها، وقانا الله سبحانه شر هذه النار الحامية، وآمننا من سعيرها بمنه وكرمه.
{الْقَارِعَةُ (١)}: مبتدأ أول، {مَا} اسم استفهام للاستفهام التعجيبي في محل الرفع مبتدأ ثان، {الْقَارِعَةُ (١)}: خبر للمبتدأ الثاني، وجملة الثاني مع خبره للأول، والرابط: تكرار لفظ المبتدأ الأول، وجملة الأول مستأنفة استئنافًا نحويًا. {وَمَا أَدْرَاكَ}: {الواو} عاطفة {ما}: اسم استفهام للاستفهام التعظيمي في محل الرفع مبتدأ، {أدرى}: فعل ماض، و {الكاف}: في محل النصب مفعول أول لـ {أدرى}، وفاعله ضمير يعود على {ما} وهو الرابط، والجملة الفعلية في محل الرفع خبر عن {ما} الاستفهامية والجملة الاستفهامية معطوفة على ما قبلها، {مَا}: اسم استفهام في محل الرفع مبتدأ، {الْقَارِعَةُ (١)} خبرها، والجملة الاسمية في محل النصب سادة مسد مفعولَي {أَدْرَاكَ} الثاني والثالث، معلقة عنهما باسم الاستفهام؛ لأن أدرى ينصب ثلاثة مفاعيل؛ لأنه بمعنى أعلم {يَوْمَ}: منصوب على الظرفية الزمانية، متعلّق بمحذوف دلّ عليه لفظ {الْقَارِعَةُ (١)}، تقديره تقرع القلوب يوم يكون الناس ... إلخ، ولا يجوز أن يكون متعلقًا بالقارعة الأول؛ اللفصل بينهما بالخبر، ولا بالثاني والثالث؛ لعدم التئام الظرف معهما من حيث المعنى {يَكُونُ}: فعل مضارع ناقص {النَّاسُ}: اسمها {كَالْفَرَاشِ}: خبرها {الْمَبْثُوثِ} صفة للفراش، وجملة {يَكُونُ} في محل الجر بإضافة الظرف إليها، ويجوز أن تكون {يَكُونُ} تامة و {النَّاسُ}: فاعلًا و {كَالْفَرَاشِ}: حالًا من فاعل