للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

باطلًا ضائعًا، والمعنى: جعل كيدهم في ضياع وخسار وهلاك، وقيل لامرىء القيس الملك الضليل؛ لأنه ضلل ملك أبيه؛ أي: ضيَّعه، ما مر.

{طَيْرًا} والطير: كل ما طار في الهواء صغيرًا كان أو كبيرًا، وهو اسم جنس يذكر ويؤنث.

{أَبَابِيلَ} قال ابن خالويه: وأبابيل نعت للطير؛ أي: جماعات جماعات، جمع إبَّوْلٍ مثل عجَّول وعجاجيل، والعِجَّول - بوزن سكيت - لغة في العجل ولد البقرة، وقال أبو جعفر الرؤاسي: واحدتها أبيل، وقال آخرون: أبابيل لا واحد لها، ومثلها أساطير، والإبِّيل في غير هذا الموضع الراهب، والوبيل العصا، يقال: رأيت إبِّيلًا؛ أي: راهبًا متكئًا على وبيل يسوق أفيلًا، والأفيل ولد الناقة، قال عدي:

أَبْلِغِ النُّعْمَانَ عَنِّيْ مَأْلَكًا ... قَوْلَ مَنْ خَافَ آظّنانًا وَاعْتَذَرْ

إِنَّنِيْ وَاللهِ فَأقْبَلْ حَلِفِيْ ... بِإِبيْلٍ كُلَّمَا صَلى جَأَرْ

{بِحِجَارَةٍ}: جمع حجر بالتحريك بمعنى الصخرة.

{مِنْ سِجِّيلٍ} والسجيل: طين مطبوخ محرق كالآجر، واشتقاقه من الإسجال، وهو الإرسال كما مر؛ لأن العذاب موصوف بذلك.

{كَعَصْفٍ} والعصف: ورق الزرع الذي يبقى بعد الحصاد، وتعصفه الرياح فتأكله الماشية.

{مَأْكُولٍ}؛ أي: أكلت الدواب بعضه، وتناثر الآخر من بين أسنانها.

البلاغة

وقد تضمنت هذه السورة ضروبًا من البلاغة، وأنواعًا من الفصاحة والبيان والبديع:

فمنها: الاستفهام التقريري التعجيبي في قوله: {أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ}.

ومنها: الإضافة في قوله: {فَعَلَ رَبُّكَ}؛ لتشريف المضاف إليه النبي - صلى الله عليه وسلم -، وفيه التعبير بعنوان الربوبية، إشارة بشأن قدرة الله سبحانه وتعالى.