ومنها: تعليق الرؤية بكيفية فعله تعالى لا بنفسه بأن يقال: ألم تر ما فعل ربك إلخ؛ لتهويل الحادثة والإيذان بوقوعها على كيفية هائلة وهيئات عجيبة دالة على عظم قدرة الله تعالى، وكمال علمه وحكمته وعزة بيته، وشرف رسوله - صلى الله عليه وسلم -، فإن ذلك من الإرهاصات، كما مر.
ومنها: التشبيه المرسل المجمل في قوله: {فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ (٥)}؛ لأن فيه ذكر الأداة، وحذف وجه الشبه حيث شبههم في فنائهم وذهابهم بالكلية بورق الزرع المأكول؛ لأن شأنه أن يقطع فتعصفه الرياح؛ أي: تذهب به إلى هاهنا وهاهنا، أو شبههم بزرع أُكِل حَبُّه في ذهاب أرواحهم، وبقاء أجسادهم، فالكلام على حذف مضاف؛ أي: كعصف مأكول الحب، كما مر.
ومنها: الزيادة والحذف في عدة مواضع (١).
والله سبحانه وتعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب
* * *
(١) إلى هنا تم تفسير الفيل بتوفيقه وتيسيره تعالى عصر يوم الخميس اليوم الثالث عشر من شهر الله المحرم من شهور سنة: ١٤١٧ هـ ألف وأربع مئة وسبع عشرة من الهجرة النبوية، على صاحبها أفضل الصلاة وأزكى التحية، ومن شهور سنة: ٧٦٣٣ سبعة آلاف وست مئة وثلاث وثلاثين من هبوط آدم عليه السلام من الجنة. وصلى الله وسلم على سيدنا محمد خاتم النبيين وعلى آله وصحبه أجمعين، والحمد لله رب العالمين. آمين.