قوله تعالى:{الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ ...} مناسبة (١) هذه الآية لما قبلها: أن ما قبلها وارد في تفضيل الإنفاق والصدقة في سبيل الله، وأنه يكون ذلك من طيبات ما كسب، ولا يكون من الخبيث، فذكر نوعًا غلب عليهم في الجاهلية - وهو خبيث - وهو: الربا، حتى يُمتنع من الصدقة بما كان من ربا، وأيضًا فتظهر مناسبة أخرى، وذلك أن الصدقات فيها نقصان مال، والربا فيه زيادة مال، فاستطرد من المأمور به إلى ذكر المنهي عنه، لما بينهما من مناسبة ذكر التضاد.
قوله تعالى:{الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ ...} الآية، مناسبة هذه الآية لما قبلها واضحة؛ وذلك أنه لما ذكر حال آكل الربا، وحال من عاد إليه بعد مجيء الموعظة، وأنه كافر أثيم .. ذكر ضد هؤلاء؛ ليبين فرق ما بين الحالين.