للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

أسباب النزول

قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا ...} أخرج (١) ابن جرير عن ابن جريج قال: كانت ثقيف قد صالحت النبي صلى الله عليه وآله وسلم على أن ما لَهم من ربا على الناس، وما كان للناس عليهم من ربا .. فهو موضوع، فلما كان الفتح استعمل عتاب بن أسيد على مكة، وكانت بنو عمرو بن عوف يأخذون الربا من ابن المغيرة، وكان بنو المغيرة يرابون لهم في الجاهلية، فجاء الإِسلام ولهم عليهم مال كثير، فأتاهم بنو عمرو يطلبون رباهم، فأبى بنو المغيرة أن يعطوهم في الإِسلام، ورفعوا ذلك إلى عتاب بن أسيد، فكتب عتاب إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فنزلت: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا} فكتب بها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى عتاب، وقال: "إن رضوا، وإلا فأذنهم بحرب".

وأخرج أهل السنن وغيرهم عن عمرو بن الأحوص: أنه شهد حجة الوداع مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فقال: "ألا إن كل ربا في الجاهلية موضوع لكم رؤوس أموالكم، لا تَظلمون ولا تُظلمون، وأول ربا موضوع: ربا العباس".

وأخرج ابن منده عن ابن عباس قال: نزلت هذه الآية في ربيعة بن عمرو وأصحابه: {وَإِنْ تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُءُوسُ أَمْوَالِكُمْ}.

وعن ابن عباس رضي الله عنه قال (٢): آخر آية نزلت من القرآن على النبي صلى الله عليه وآله وسلم: {وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ} وقال: وكان بين نزولها وبين موت النبي صلى الله عليه وآله وسلم إحدى وثمانون يومًا. وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير رضي الله عنه أنه عاش النبي صلى الله عليه وآله وسلم بعد نزولها تسع ليال، ثم مات.


(١) الشوكاني.
(٢) الشوكاني.