وقرأ نافع وحده {ميسُرة} بضم السين، والضم لغة أهل الحجاز، وهو قليل كمقبرة ومشرفة، والكثير مفعَلة بفتح العين، وقرأ الجمهور:{ميسَرة} بفتح السين على اللغة الكثيرة، وهي لغة أهل نجد. وقرأ عبد الله شذوذًا:{إلى ميسوره} على وزن مفعول مضافًا إلى ضمير الغريم، وهو عند الأخفش مصدر كالمعقول والمجلود في قولهم: ماله معقول ولا مجلود؛ أي: عقل وجلد. ولم يثبت سيبويه مفعولًا مصدرًا. وقرأ عطاء ومجاهد: شذوذًا أيضًا {إلى ميسرِهِ} بضم السين وكسر الراء، بعدها ضمير الغريم. وقرىء كذلك بفتح السين، وخرِّج ذلك على حذف التاء لأجل الإضافة، وهو مذهب الفراء. وقرأ الجمهور:{وَأَن تَصَّدَقُواْ} بإدغام التاء في الصاد، وقرأ عاصم:{تصَدقوا} بحذف التاء، وفي مصحف عبد الله شذوذًا:{تتصدقوا} بتائين، وهو الأصل، والإدغام تخفيف، والحذف أكثر تخفيفًا.
فصل في ذكر الأحاديث الواردة في فضل إنظار المعسر، والوضع عنه، وتشديد أمر الدَّين والأمر بقضائه
وعن أبي قتادة رضي الله عنه: أنه طلب غريمًا له، فتوارى عنه، ثم وجده فقال: إني معسر، قال: الله الله! فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: "من سرَّه أن ينجيه الله من كرب يوم القيامة .. فلينفِّس عن معسر، أو يضع عنه". أخرجه مسلم.
وعن أبي اليسر رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: "من أنظر معسرًا أو وضع عنه .. أظله الله في ظله، يوم لا ظل إلا ظله". أخرجه مسلم.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: "كان فيمن كان قبلكم تاجر يداين الناس، فإن رأى معسرًا .. قال لفتيانه: تجاوزوا عنه لعل الله أن يتجاوز عنا، فتجاوز الله عنه". متفق عليه.
وعن أبي موسى رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم