للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

والجملة الفعلية صلة لـ {مَا}، أو صفة لها، والعائد أو الرابط محذوف تقديره: ما كسبته. {وَهُمْ}: الواو حالية، {هم}: مبتدأ، وجملة {لَا يُظْلَمُونَ} من الفعل المغير ونائبه في محل الرفع خبر المبتدأ، والجملة الإسمية في محل النصب حال من {كُلُّ نَفْسٍ}، وجمع الضمير هنا اعتبارًا بالمعنى، وأعاد الضمير عليها أولًا في كسبت اعتبارًا باللفظ، وقدم اعتبار اللفظ؛ لأنه الأصل، ولأَنَّ اعتبار المعنى وقع رأس فاصلة، فكان تأخيره أحسن، كذا في "السمين".

التصريف ومفردات اللغة

{الرِّبَا}: الربا الزيادة، يقال: ربا الشيء إذا ازداد، وأرباه غيرهُ، وأربى الرجل: إذا عامل بالربا، ومنه الربوة والرابية، وكتب في القرآن بالواو والألف بعدها، ويجوز أن يكتب بالياء للكسرة، وبالألف وتُبدل الباء ميمًا. قالوا: الرِّما، كما أبدلوها في كَتَبَ فقالوا: كَتَمَ. ويُثَنَّى ربوان بالواو - وعند البصريين - لأن الألف منقلبة عنها. وقال الكوفيون: ويكتب بالياء، وتقول في تثنيته: ربيان.

{يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ}: يقول تخبط - من باب: تفعَّل (١) - من الخبط، وهو: الضرب على غير استواءٍ كخَبط العشواء، وخبط البعير الأرض بأخفافه. ويقال للذي يتصرف ولا يهتدي: خبط عشواء، وتورط في عمياء، والمسُّ: الجنون. والأمَسّ: المجنون، يقال: مسَّ فهو ممسوس إذا جُنَّ، وأصله من المس باليد. كأن الشيطان يمس الإنسان فيجنه، وسُمي الجنون: مسًّا كما أن الشيطان يخبطه ويطؤه برجله، فيخبله، فسُمي الجنون: خبطة، فالتخبط بالرجل والمس باليد.

{مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّهِ}: والموعظة (٢) والوعظ والعظة كالموعدة والعدة والوعد. مصادر معناها واحد وهو: الزجر والتخويف وتذكير العواقب. والاتعاظ: القبول والامتثال، فقوله: {فَانْتَهَى} بمعنى: أتعظ؛ أي: قَبِل وامتثل.

{سَلَفَ}؛ أي: سبق ومضى وانقضى، ومنه سالف الدهر؛ أي: ماضيه.


(١) البحر المحيط.
(٢) مصباح.