للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

{يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبَا}: المحق: نقصان الشيء حالًا بعد حال، ومنه المِحَاقُ في الهلال، يقال: محقه الله فانمحق وامتحق. أنشد الليث:

يَزْدَادُ حَتَّى إِذَا مَا تَمَّ أعْقَبَهُ ... كَرَّ الْجَدِيْدَيْنِ نَقْصًا ثُمَّ يَنْمَحِقُ

{وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ} من: أربى المتعدي، يقال: أرباه إذا زاده، كما يؤخذ من "القاموس". ويستعمل أربى لازمًا أيضًا، فيقال: أربى الرجل إذا دخل في الربا، كما في "المصباح".

{وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا}: ذروا بوزن: علوا، فهو فعل أمر مبني على حذف النون، والواو فاعل، وحذفت فاؤه، وأصله: أوذروا، ماضيه: وذر، ولكن لم يستعمل إلا في لغة قليلة.

{كَفَّارٍ أَثِيمٍ}: هما من أمثلة المبالغة؛ لأنهما على وزن فعّال وفعيل، وأتى بصيغة المبالغة فيهما وإن كان الله لا يحب الكافر الأثيم تنبيهًا على عظم أمر الربا ومخالفة الله تعالى.

البلاغة

{إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا}: شبهوا البيع الذي هو مجمع على حلِّه بالربا الذي هو محرم، ولم يعكسوا تنزيلًا لهذا الذي يفعلونه من الربا منزلة الأصل المماثل له البيع، وهذا من عكس التشبيه، ويسمى: التشبيه المقلوب، وهو: أن يجعل المشبه مشبهًا به، والمشبه به مشبهًا، وهو أعلى مراتب التشبيه، وهو موجود في كلام العرب، كقولهم: القمر كوجه زيد، البحر ككفه. وكما قال أبو القاسم بن هانئ:

كَأَنَّ ضِيَاءَ الشَّمْسِ غُرَّةُ جَعْفَرٍ ... رَأَى الْقِرْنَ فَازْدَادَتْ طَلاَقَتُهُ ضِعْفًا

والأصل في الآية أن يقال: إنما الربا مثل البيع، ولكن لما بلغ اعتقادهم في حل الربا النهاية .. جعلوه أصلًا يقاس عليه، فشبهوا به البيع.

{وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا}: بين لفظ: {أحل} و {حرم} طباق، وكذا