للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

{فَكَيْفَ إِذَا جَمَعْنَاهُمْ لِيَوْمٍ لَا رَيْبَ فِيهِ وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ (٢٥)}.

{فَكَيْفَ}: الفاء بمعنى الواو الاستئنافية. (كيف): اسم استفهام في محل الرفع خبر مقدم لمبتدأ محذوف تقديره: فكيف حالهم، مبني على الفتح؛ لشبهه بالحرف شبهًا معنويًّا، حالهم: مبتدأ مؤخر ومضاف إليه، والجملة مستأنفة. {إِذَا}: ظرف مجرد عن الشرط، والظرف متعلق بالمبتدأ المحذوف. {جَمَعْنَاهُمْ}: فعل وفاعل ومفعول، والجملة في محل الجر مضاف إليه لإذا، {لِيَوْمٍ}: جار ومجرور متعلق بـ {جَمَعْنَاهُمْ}. {لا}: نافية، {رَيْبَ}: في محل النصب اسمها. {فِيهِ}: جار ومجرور خبر {لَا}، وجملة {لَا} في محل الجر صفة لـ {يوم}. وفي "الفتوحات" (١): قوله: {فَكَيْفَ} ردٌّ لقولهم المذكور، وإبطال لما غرهم باستعظام ما سيقع لهم، وتهويل لما يحيق بهم من الأهوال. و {كيف}: خبر مبتدأ محذوف قدَّره بقوله: حالهم. وعبارة السمين: ويجوز أن يكون {كيف} خبرًا مقدمًا، والمبتدأ محذوف تقديره: فكيف حالهم؟ وقوله: {إِذَا جَمَعْنَاهُمْ} ظرف محض من غير تضمين شرط، والعامل فيه هو العامل في {كيف} إن قلنا: إنها منصوبة بفعل، وإن قلنا: إنها خبر لمبتدأ مضمر، وهي منصوبة انتصاب الظرف .. كان العامل في إذا: الاستقرار العامل في {كيف}؛ لأنها كالظرف، وإن قلنا: إنها اسم غير ظرف بل لمجرد السؤال .. كان العامل فيها نفس المبتدأ الذي قدرناه؛ أي: كيف حالهم في وقت جمعهم، وقوله: {ليوم} متعلق بـ {جَمَعْنَاهُمْ}؛ أي: لقضاء يوم أو لجزاء يوم و {لَا رَيْبَ فِيهِ}: صفة للظرف. انتهى. {وَوُفِّيَتْ}: الواو عاطفة. {وُفي}: فعل ماضٍ مغيَّر الصيغة، التاء علامة التأنيث؛ لاكتساب الفاعل التأنيث من المضاف إليه. {كُلُّ نَفْسٍ}: فاعل ومضاف إليه، والجملة في محل الجر معطوفة على جملة {لَا رَيْبَ} على كونها صفة لـ {يوم}، والرابط محذوف تقديره: وتوفى فيه كل نفس. {مَا كَسَبَتْ}: {مَا}: موصولة، أو موصوفة في محل النصب مفعول ثانٍ


(١) الجمل.