للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

{غرهم} فتنهم، يقال: غر يغر غرورًا إذا خدع، فهو من المضاعف المعدَّى، والغِرُّ: الصغير، والغريرة: الصغيرة، سميا بذلك؛ لأنهما ينخدعان بالعجلة، والغرة منه يقال: أخذه على غرة؛ أي: تغفل وخداع.

البلاغة

{شَهِدَ اللَّهُ} قال الزمخشري (١): شبهت دلالته على وحدانيته بأفعاله الخاصة التي لا يقدر عليها غيره، وبما أوحى من آيته الناطقة بالتوحيد، كسورة الإخلاص وآية الكرسي وغيرهما، بشهادة الشاهد في البيان والكشف على طريق الاستعارة التصريحية، وكذلك إقرار الملائكة وأولي العلم بذلك، واحتجاجهم عليه. انتهى.

{لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ}: كرر التهليل للتوكيد، أو لأن (٢) الأول: قول الله، والثاني: حكاية قول الملائكة وأولي العلم، أو لأن الأول جرى مجرى الشهادة، والثاني جرى مجرى الحكم بصحة ما شهد به الشهود. {إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ} الجملة معرفة الطرفين، فتفيد الحصر؛ أي: لا دين إلا الإسلام.

{وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ} في التعبير (٣) عن اليهود والنصارى بقوله: {أُوتُوا الْكِتَابَ} زيادة تقبيح لهم وتشنيع عليهم، فإن الاختلاف بعد إيتاء الكتاب أقبح، وقوله: {إلا من بعد} الخ زيادة أخرى فإن الاختلاف بعد العلم أزيدُ في القباحة، وقوله: {بَغْيًا بَيْنَهُمْ} زيادة ثالثة؛ لأنه في حيز الحصر، فكأنه قال: وما اختلفوا إلا بغيًا؛ أي: لا لشبهة ولا لدليل، فيكون أزيد في القباحة {بِآيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ} إظهار الاسم الجليل مع كون المقام للإضمار؛ لتربية المهابة، وإدخال الروعة في النفس.


(١) البحر المحيط.
(٢) الكرخي.
(٣) الجمل.