واعْورَّ، وأن لا يكون مضعفًا كأحَمَّ الرجل إذا صار محمومًا ولا معتل لامٍ كألمى الرجل إذا حسنت شفته سمرة، وأن لا يكون للمطاوعة، وندر نحو انقاضَّ الحائط وابهار الليل، واشعار الرجل إذا فرق شعره، وشذ ارعوى؛ لكونه معتل اللام بغير لون ولا عيب، مطاوعًا لرعوته بمعنى كففته، وأما زيادة الألف على افعل بأن يقال: افعال كابياضَّ واسواد، فالأكثر أن يقصد به عروض المعنى إذا جىء بها؛ وقد يكون العكس؛ فمن قصد اللزوم مع ثبوت الألف قوله تعالى:{مُدْهَامَّتَانِ} من ادهام، ومن قصد العروض مع عدم الألف قوله تعالى:{تَزَاوَرُ عَنْ كَهْفِهِمْ} واحمر خجلًا.
وَابْيِضَاضُ الوجوه عبارة عن المسرة، واسودادها عبارة عن المساءة، وعلى هذا جاء قوله تعالى:{وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالْأُنْثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ}{بِالْحَقِّ}، أي: بالأمر الذي له ثبوت وتحقق، ولا مجال فيه للشبهات و {الظلم}: لغة وعرفًا، وضع الشيء في غير موضعه، إما بنقصان أو بزيادة، وإما بعدول عن وقته أو مكانه. {ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ}{ضرب} مبني للمفعول، و {الذِّلَّةُ} قائم مقام الفاعل. ومعنى {ضُرِبَتْ} ألزموها، وقضي عليهم بها، والذلة بكسر أوله الصغار، والهوان، والحقارة، والذل بالضم: ضد العز.
{الْمَسْكَنَةُ} مفعلة من السكون، لأن المسكين قليل الحركة والنهوض لما به من الفقر. والمسكين مفعيل منه. {وَبَاءُوا بِغَضَبٍ} ألف باء منقلبة عن واو لقولهم باء يبوء مثل: قال، يقول. قال عليه السلام:"أَبوءُ بنعمتك" والمصدر البواءُ ومعناه الرجوع.
{ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا} وأصل {عَصَوْا} عصيوا تحركت الياء وانفتح ما قبلها قلبت ألفًا، فالتقى ساكنان هي والواو، فحذفت لكونها أول الساكنين، وبقيت الفتحة تدل عليها. وأصل العصيان: الشدة يقال: اعتصت النواة، إذا اشتدت. {وَكَانُوا يَعْتَدُونَ} وأصل {يَعْتَدُونَ} يعتديون ففعل به ما فعل بِـ {يتقون}، من الحذف والإعلال، فوزنه يفتعون. والاعتداء المجاوزة من عدا يعدو، فهو افتعال منه، ولم يذكر متعلق العصيان. والاعتداء ليعم كل ما يعصى، ويعتدى فيه.