عدوهم ما أصابوا، وكان لهم الفلج والنصر عليهم مما لا يزال مكتوبًا في صحيفة الدهر مثلًا خالدًا لصدق العزيمة، والبعد عن مطامع هذه الحياة.
أسباب النزول
قوله تعالى:{إِذْ هَمَّتْ طَائِفَتَانِ مِنْكُمْ أَنْ تَفْشَلَا وَاللَّهُ وَلِيُّهُمَا ...} الآية، أخرج البخاري رحمه الله تعالى عن جابر رضي الله عنه قال: نزلت هذه الآية فينا {إِذْ هَمَّتْ طَائِفَتَانِ مِنْكُمْ أَنْ تَفْشَلَا وَاللَّهُ وَلِيُّهُمَا} بني سلمة من الخزرج، وبني حارثة من الأوس، وما أحب أنها لم تنزل، والله يقول، والله وليهما، وأخرجه مسلم أيضًا.
قوله تعالى:{لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ} عن سالم بن عبد الله بن عمر عن أبيه رضي الله عنه أنه سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا رفع رأسه من الركوع من الركعة الأولى من الفجر يقول:"اللهم العن فلانًا، وفلانا بعد ما يقول: سمع الله لمن حمده، ربنا لك الحمد، فأنزل الله عَزَّ وَجَلَّ {لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ} إلى قوله: {فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ} أخرجه البخاري.
وعن أنس رضي الله عنه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كسرت رباعيته، وهو يدعوهم إلى الله فأنزل الله عَزَّ وَجَلَّ:{لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ} أخرجه مسلم، وأخرجه أيضًا أحمد في مسنده, والترمذي في جامعه. وقد أخرج البخاري، ومسلم، وأحمد، وابن جرير من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يقول في بعض صلاته في صلاة الفجر: "اللهم العَن فلانًا، وفلانًا لأحياء من العرب حتى أنزل الله {لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ}.
استطراد دعت إليه الحاجة
من هذه الآيات إلى ستين آية بعدها، نزلت في غزوة أحد، فوجب ذكر طرف من أخبار هذه الوقعة، ليستعين به القارئ على فهمها، ويعرف مواقع أخبارها ويستيقن من حكمها وأحكامها, ولكن عليك أن تعرف قبل هذا أن قريشًا اغتاظت من هجرة النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه إلى المدينة، وحقدوا على أهلها إيواءهم