في هذه الآية معاتبة للذين عصوا رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يوم أحد {لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ}؛ أي: لكي ترحموا, ولا تعذبوا، إذا أطعتم الله ورسوله فإن طاعة الله مع معصية رسوله ليست بطاعة، قال تعالى:{مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ}.
والمعنى (١): وأطيعوا الله ورسوله فيما نهيا عنه من أكل الربا، وما أمرا به من الصدقة كي ترحموا في الدنيا بصلاح حال المجتمع، وفي الآخرة بحسن الجزاء على أعمالكم. وقد ورد في الأثر "الراحمون يرحمهم الرحمن" رواه أبو داود، والترمذي.
{وَإِذْ}{الواو} استئنافية {إِذْ} ظرف لما مضى من الزمان متعلق بمحذوف تقديره؛ واذكر يا محمَّد لأصحابك قصة إذ غدوت. {غَدَوْتَ} فعل وفاعل، والجملة في محل الجر مضاف إليه {لإِذْ}. {مِنْ أَهْلِكَ} جار ومجرور، ومضاف إليه متعلق بـ {غَدَوْتَ}{تُبَوِّئُ} فعل مضارع، وفاعلمه ضمير يعود على محمَّد {الْمُؤْمِنِينَ} مفعول أول، والجملة الفعلية في محل النصب حال من فاعل {غَدَوْتَ}: وهي حال مقدرة أي: قاصدًا تبويىء المؤمنين. {مَقَاعِدَ} مفعول ثان. {لِلْقِتَالِ}: جار ومجرور صفة لـ {مَقَاعِدَ} أو متعلق بـ {تُبَوِّئُ}. {وَاللَّهُ سَمِيعٌ} الواو استئنافية. {اللَّهُ} مبتدأ. {سَمِيعٌ} خبر أول. {عَلِيمٌ} خبر ثان، والجملة مستأنفة.
{إِذْ} ظرف لما مضى من الزمان في محل النصب على الظرفية، والظرف بدل من الظرف قبله، وهو المقصود بالسِّياق. {هَمَّتْ طَائِفَتَانِ} فعل وفاعل، والجملة في محل الجر مضاف إليه لـ {إِذْ}. {مِنْكُمْ} جار ومجرور صفة لـ