{أَمْ} منقطعة بمعنى بل التي للإضراب الانتقاليِّ، والهمزة التي للاستفهام الإنكاريِّ، والمعنى (١): لا تظنوا أيها المؤمنون أنكم تدخلون الجنة مع السابقين بمجرد الإيمان من غير جهاد، ولا صبر بل مع الجهاد، والصبر، وهو خطاب لأهل أحدٍ حيث أمروا بالقتال مع كونهم جرحى، وشدد عليهم في ذلك، والمقصود من ذلك تعليم من يأتي بعدهم، وإلا فهم قد جاهدوا في الله حق جهاده وصبروا صبرًا جميلًا. {حَسِبْتُمْ} فعل وفاعل. {أنْ} حرف نصب ومصدر. {تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ} فعل وفاعل ومفعول منصوب بـ {أن}، والجملة الفعلية صلة {أن} المصدرية، و {أن} مع صلتها في تأويل مصدر سادٍ مسدَّ مفعولي حسب، والتقدير: لا تحسبوا دخولكم الجنة. {وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ}{الواو} حالية. {لما} حرف نفي وجزم تفيد توقع الجهاد منهم في المستقبل، فلذا عبر بها دون لم. {يَعْلَمِ اللَّهُ} فعل وفاعل مجزوم بـ {لما} وعلامة جزمه سكون مقدر منع من ظهوره اشتغال المحل، بحركة التخلص من التقاء الساكنين، وجملة {يَعْلَمِ} من الفعل والفاعل في محل النصب حال من فاعل {تَدْخُلُوا}. {الَّذِينَ} مفعول به. {جَاهَدُوا} فعل وفاعل، والجملة صلة الموصول. {مِنْكُمْ} جار ومجرور حال من فاعل {جَاهَدُوا}. {وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ}{الواو} عاطفة معية. {يَعْلَم} منصوب بأن مضمرة وجوبًا بعد واو المعية الواقعة في جواب النفي. {الصَّابِرِينَ}، مفعول به، والجملة الفعلية صلة أن المضمرة، أن مع صلتها في تأويل مصدر معطوف على مصدر متصيد من الجملة التي قبلها من غير سابك لإصلاح المعنى، والتقدير: أم حسبتم أن تدخلوا الجنة، ولما يكن علم الله الذين جاهدوا منكم، وعلمه الصابرين: أي: لا تحسبوا ذلك.