{فَآتَاهُمُ اللَّهُ}{الفاء} عاطفة سببية. {آتَاهُمُ اللَّهُ} فعل وفاعل ومفعول أول. {ثَوَابَ الدُّنْيَا} مفعول ثان ومضاف إليه؛ لأن آتى بمعنى أعطى، والجملة الفعلية معطوفة على جملة قوله:{وَمَا كَانَ قَوْلَهُمْ إِلَّا أَنْ قَالُوا رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا}؛ لأن هذه الجملة مسببة عن تلك الجملة {وَحُسْنَ ثَوَابِ الْآخِرَةِ}{الواو} عاطفة. {حسن} معطوف على {ثَوَابَ الدُّنْيَا} وهو مضاف. {ثَوَابِ الْآخِرَةِ} مضاف إليه، وهو من إضافة الصفة إلى الموصوف كما مر {وَاللَّهُ} مبتدأ {يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} جملة فعلية في محل الرفع خبر المبتدأ والجملة الإسمية مستأنفة. والله أعلم.
التصريف ومفردات اللغة
{وَسَارِعُوا} من باب فاعل والمفاعلة ليست على بابه، بل المراد منه أصل الفعل، والمسارعة إلى المغفرة والجنة؛ المبادرة إلى الأسباب الموصلة إليهما من الأعمال الصالحة، كالإقبال على الصدقات، وعمل الخيرات، والتوبة عن الآثام كالربا، ونحوه {عَرْضُهَا} والعرض: السعة بقطع النظر عن مقابل له، فليس العرض في مقابلة الطول، بل المراد به مطلق السعة، والعرب تقول: دعوى عريضة؛ أي: واسعة عظيمة. ولفظ العرض يطلق على هذا المعنى وعلى ما يقابل الطول، وهو أقصر الامتدادين، وكل من الإطلاقين حقيقيٌّ كما ذكره "القاموس".
{السَّرَّاءِ} الحالة التي تسر {وَالضَّرَّاءِ} الحالة التي تضر {وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ}، وهو اسم فاعل من كظم من باب: ضرب يقال: كظم القربة أي ملأها وشد رأسها، وكظم الباب سدَّه، وكظم البعير جرته إذا ازدردها وكف عن الاجترار. والكظم الحبس يقال: كظم غيظه إذا حبسه فهو كاظمٌ وكظمه الغيظ، والغم إذا أخذ بنفسه فهو مكظومٌ وكظيم. قال تعالى:{ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ} وأخذ فلانٌ بكظم فلان، إذا أخذ بمجرى نفسه. والغيظ ألم يعرض للنفس إذا هضم حقُّ من حقوقها المادية، كالمال أو المعنوية كالشرف والعرض، فيزعجها ذلك، ويحفزها على التشفِّي والانتقام.
{وَالْعَافِينَ} اسم فاعل من عفا يعفو من باب دعا. والعفو عن الناس: التجاوز عن ذنوبهم، وترك مؤاخذتهم مع القدرة على ذلك {وَلَمْ يُصِرُّوا} من أصر