للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

قلتُ: هذا من خواصِّ أفعل التفضيل، فإنه يتعلق به حرفا جر من جنس واحد، وليس أحدهما معطوفًا على الآخر، ولا بدلًا منه بخلاف سائر العوامل؛ فإنه لا يتعلق به حرفا جر من جنس واحد، إلا بالعطف أو على سبيل البدل.

وقال أبو البقاء: (١) وجاز أن يعمل أقرب فيهما لأنهما يشبهان الظرف، وكما عمل أطيب في قولهم: هذا بسرا أطيب منه رطبًا في الظرفين المقدرين؛ لأن أفعل يدل على معنيين: على أصل، وزيادته، فيعمل في كل واحد منهما بمعنى غير الآخر، فتقديره يزيد قربهم إلى الكفر على قربهم إلى الإيمان. واللام هنا على بابها، وقيل هي بمعنى إلى. انتهى.

{يَقُولُونَ بِأَفْوَاهِهِمْ مَا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يَكْتُمُونَ}.

{يَقُولُونَ} فعل وفاعل، والجملة مستأنفة، ويجوز أن يكون حالًا من الضمير في {أَقْرَبُ}، أي قربوا إلى الكفر قائلين قاله أبو البقاء. {بِأَفْوَاهِهِمْ} جار ومجرور، ومضاف إليه متعلق بـ {يَقُولُونَ}. {مَا} موصولة أو موصوفة في محل النصب مفعول {يَقُولُونَ}. {لَيْسَ} فعل ماض ناقص، واسمها ضمير يعود على {مَا}. {فِي قُلُوبِهِمْ} جار ومجرور ومضاف إليه خبر {لَيْسَ}، وجملة {لَيْسَ} صلةٌ لما أو صفة لها، والعائد أو الرابط الضمير المستتر في {لَيْسَ}. {وَاللَّهُ} {الواو} استئنافية. {اللَّهُ} مبتدأ. {أَعْلَمُ} خبر، والجملة مستأنفة. {بِمَا} جار ومجرور متعلق بـ {أَعْلَمُ}. وجملة {يَكْتُمُونَ} صلة لـ {مَا} أو صفة لها، والعائد أو الرابط محذوف تقديره: يكتمونه.

{الَّذِينَ قَالُوا لِإِخْوَانِهِمْ وَقَعَدُوا لَوْ أَطَاعُونَا مَا قُتِلُوا}.

{الَّذِينَ} في إعرابه أوجه: الرفع على أنه خبر لمبتدأ محذوف، تقديره: هم الذين قالوا، والجملة مستأنفة أو على أنه بدل من الذين نافقوا، أو نعت له، أو على أنه مبتدأ خبره {قُلْ} الآتي، تقديره: الذين قالوا لإخوانهم، قل لهم: فادرؤوا الخ والنصب على الذم، والجر بدلًا من المجرور في {أَفْوَاهِهِمْ} أو


(١) العكبري.