للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

ومنها: الاستعارة في {يُسَارِعُونَ} و {اشْتَرَوُا} و {نُمْلِي}، و {لِيَزْدَادُوا إِثْمًا}، و {الخبيث} و {الطيب}.

ومنها: التجنيس المماثل في قوله: {فَآمِنُوا} {وَإِنْ تُؤْمِنُوا}.

ومنها: الالتفات في قوله: {أنتم} إن كان خطابًا للمؤمنين، إذ لو جرى على لفظ المؤمنين لقال على ما هم عليه، وإن كان خطابًا لغيرهم. كان من تلوين الخطاب، وفي {بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ} فيمن قرأ بتاء الخطاب.

ومنها: الحذف في مواضع انتهى.

قوله (١): {إِنَّهُمْ لَنْ يَضُرُّوا اللَّهَ شَيْئًا} تعليل للنهي، وتكميل للتسلية بتحقيق نفي ضررهم؛ أي: لن يضروا بفعلهم ذلك أولياء الله ألبتة، وتعليق نفي الضرر به تعالى لتشريفهم، وللإيذانِ بأن مضارتَهم بمنزلة مضارته تعالى، وفيه مزيد مبالغة في التسلية.

ووصف تعالى (٢) عذابه في مقاطع هذه الآيات الثلاث بـ {عظيم}، و {أليم} و {مهين}، ولكل من هذه الصفات، مناسبة تقتضي ختم الآية بها:

أما الأولى: فإن المسارعة في الشيء، والمبادرة في تحصيله، والتحلي به يقتضي جلالة ما سورع فيه، وأنه من النفاسة، والعظم، بحيث يتسابق فيه، فختمت الآية بعظم الثواب، وهو جزاؤهم على المسارعة في الكفر، إشعارًا بخساسة ما سابقوا فيه.

وأما الثانية: فإنه ذكر فيها اشتراء الكفر بالإيمان، ومن عادة المشتري الاغتباطُ بما اشتراه، والسرورُ به عند كون الصفقة رابحةً، وتألمه عند كونها خاسرة فناسبها وصف العذاب بالأليم.

وأما الثالثة: فإنه ذكر الإملاء، وهو الامتاع بالمال، والبنين، والصحة،


(١) الجمل.
(٢) الجمل والبحر المحيط.