الكتاب مأخوذ من الزبر، وهو الكتابة يقال: زبرت بكذا إذا كتبته، فالزبور فعول بمعنى مفعول؛ أي: مزبور بمعنى مكتوب، كالركوب بمعنى المركوب، وقال امرؤ القيس:
لِمَنْ طَلَلٌ أَبْصَرْتُهُ فَشَجَانِي ... كَخَطِّ زَبُوْرٍ في عَسِيْبٍ يَمَانِ
ويقال: زبرته إذا قرأته، وزبرته إذا حسنته، وتزبرته إذا زجرته، وقال الزجاج: الزبور كل كتاب ذي حكمة. وقيل: أصله (١) من الزبر بمعنى الزجر، وسمي الكتاب الذي فيه الحكمة زبورًا؛ لأنه يزبر أي يزجر عن الباطل ويدعو إلى الحق. وفي المختار الزبرُ الزجرُ والانتهار، وبابه نَصَر والزبرُ أيضًا الكتابة، وبابه ضرب انتهى.
{وَالْكِتَابِ الْمُنِيرِ}؛ أي: الواضح المعنى من أنار الشيء إذا وضح.
{كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ} تطلق النفس على الروح، وعلى مجموع الجسد، والروح الذي هو الحيوان، وهذا المعنى الثاني هو الأقرب المتبادر هنا. وفي المختار: النفس الروح، يقال: خرجت نفسه، والنفس الجسد، ويقولون: ثلاثة أنفس فيذكرونه لأنهم يريدون به الإنسان انتهى. وفي المصباح أن النفس تطلق على جملة الحيوان والنفس إن أريد بها الروح تؤنث وإن أريد بها الشخص تذكر انتهى. والموت أمر وجودي يضاد الحياة.
{فَمَنْ زُحْزِحَ} الزحزحة الإبعاد والتنحية وهو من ملحق الرباعي على وزن فعلل أصله من الزح وهو الجذب بعجلة {فَقَدْ فَازَ} يقال: فاز فوزًا من باب قال إذا ظفر، والفوز: النجاة مما يحذر والظفر بما يؤمل.
{وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا}{الْحَيَاةُ} العيش، وهي المعيشة. والمعيشة: كسب الإنسان، وتحصيله ما يعيش به من مطعم ومشرب وملبس وغيرها. {الدُّنْيَا}: بمعنى القربى، وهي صفة مؤنث مذكره أدنى؛ لأنه من دنا يدنو دنوًا فهو أدنى، وهي دنيا بوزن فعلى. {إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ} والمتاع: كل ما استمتع به الإنسان من مال وغيره، وفي "السمين" يجوز أن يكون الغرور فعولًا بمعنى مفعول؛ أي: متاع