ومنها: التنكير للتفخيم في قوله: {لَآيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ} ودخلت اللام في خبر إن لزيادة التأكيد.
ومنها: الالتفات إلى التكلم والخطاب في قوله: {أَنِّي لَا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ} لإظهار كمال الاعتناء بشأن الاستجابة وتشريف الداعين.
ومنها: الطباق في قوله: {خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} و {اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ} فالسماء جهة العلو، والأرضُ جهة السفل، والليل عبارة عن الظلمة، والنهار: عبارة عن النور، و {قِيَامًا} و {قُعُودًا} و {مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى}.
ومنها: الإطناب في قوله: {رَبَّنَا} حيث كرر خمس مرات، والغرض منه: المبالغة في التضرع، وفي {فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا} إن كان المعنى واحدًا، وفي {وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ} وفي {ثَوَابًا} و {حُسْنُ الثَّوَابِ}.
ومنها: الإيجاز بالحذف في قوله: {عَلَى رُسُلِكَ}؛ أي: على ألسنة رسلك، وكذلك في قوله:{وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ}؛ أي: قائلين ربنا.
والاستعارة بسماع المنادى إن كان القرآن عن ما تلقوه من الأمر والنهي، والوعد والوعيد، وبالاستجابة عن قبول مسألتهم، وبانتفاء التضييع عن عدم مجازاته على يسير أعمالهم، وبالتقلب عن ضربهم في الأرض لطلب المكاسب، وبالمهاد عن المكان المستقر فيه، وبالنزل عما يعجل الله لهم في الجنة من الكرامة، وبالخشوع الذي هو تهدم المكان، وتغير معالمه عن خضوعهم، وتذللهم بين يديه، وبالسرعة التي هي حقيقة في المشي عن تعجيل كرامته.
قيل: ويحتمل أن يكون الحساب أستعير للجزاء كما استعير {وَلَمْ أَدْرِ مَا حِسَابِيَهْ (٢٦)}؛ لأن الكفار لا يقام لهم حساب كما قال تعالى:{فَحَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَلَا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْنًا}.
ومنها: الحذف في مواضع.
فإن قلت (١): ما الفائدة في الجمع بين {مُنَادِيًا} و {يُنَادِي}؟