قلتُ: أجاب الزمخشري بأنه ذكر النداء مطلقًا، ثم مقيدًا بالإيمان تفخيمًا لشأن المنادي، لأنه لا منادي أعظم من مناد ينادي للإيمان، وذلك أن المنادي إذا أطلق ذهب الوهم إلى مناد للحرب، أو لإطفاء السائرة، أو لإغاثة الملهوف، أو لكفاية بعض النوازل، أو لبعض المنافع، فإذا قلت ينادي للإيمان فقد رفعت شأنَ المنادي وفخمته {وَإِنَّ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَمَنْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ} وأتى هنا بالصلة مستقبلةً، وإن كان ذلك قد مَضَى دلالةً على الاستمرار والدوام (١).
والله سبحانه وتعالى أعلم
* * *
(١) هذا آخر ما أوردناه على سورة آل عمران من التفاسير، وفرغنا منه في تاريخ: ٢٦/ ٨/ ١٤٠٨ من الهجرة النبوية على صاحبها أفضل الصلاة، وأزكى التحية.