{شُرَكَاءُ فِي الثُّلُثِ} جمع شريك ككرماء جمع كريم {غَيْرَ مُضَارٍّ} اسم فاعل من ضَار يضار ضرارًا، ومضاررةً من باب فاعل إذا أدخل عليه الضررَ إن بنيَ يوصى للفاعل، واسمُ مفعول إن بني للمفعول كما مرت الإشارة إليه {تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ} حدود الشيء أطرافه التي يمتاز بها من غيره، ومنه حدودُ الدار، سميت بها الشرائع التي أمر الله باتباعها، ونَهَى عن تركها، فمدارُ الطاعة على البقاء في دائرة هذه الحدود، ومَدارُ العصيان على اعتدائها.
{وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ} من أطاع الرباعي، يقال: أطاع الله يُطيع إطاعةً، وطاعة من باب: أعان: إذا امتثل ما أمرَ به، ونُهيَ عنه، وأطاع الرسولَ. إذا تمسَّك ما أتَى به وبيَّن.
البلاغة
قال أبو حيان (١): وقد تضمنت هذه الآيات من أصناف البديع:
منها: التفصيلُ في الوارث والأنصباء بعد الإبهام في قوله: {لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ} الآية.
ومنها: العُدول من صيغة يأمركم الله إلى {يُوصِيكُمُ} لما في الوصية من التأكيد، والحرص على اتباعها.
ومنها: الطباقُ في لفظ الذكر والأنثى في قوله: {لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ}، وفي {من يطع} و {من يعص} وفي {آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ}.
ومنها: إعادة الضمير على غير مذكور لقوة الدلالة على ذلك في قوله: {مِمَّا تَرَكَ}؛ أي: ترك الموروث.
ومنها: التكرارُ في لفظ {كَانَ}، وفي قوله:{فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ}