قلتُ: إنما خاطبهم بما يعقلون ويعرفون؛ وذلك لأن بلاد العرب في غاية الحرارة، فكان الظل عندهم من أعظم أسباب الراحة واللذاذة، فهو كقوله:{وَلَهُمْ رِزْقُهُمْ فِيهَا بُكْرَةً وَعَشِيًّا}، ويقال: إن أوقات الجنة كلها سواء اعتدالًا لا حر فيها ولا برد.
وقرأ النخعي (١) وابن وثاب: {سيدخلهم} بالياء، وكذا {ويدخلهم ظلًّا} فمن قرأ بالنون وهم الجمهور .. لاحظ قوله في وعيد الكفار:{سوف نصليهم}، ومن قرأ بالياء .. لاحظ قوله:{إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا}، فأجراه على الغيبة.
{أَلَمْ} الهمزة للاستفهام التعجبي، {لم ترَ} فعل وجازم، وفاعله ضمير يعود على المخاطب، أو على النبي - صلى الله عليه وسلم -، ورأى هنا بصرية، تتعدى إلى مفعول واحد، وذلك الواحد عدت إليه بـ {إِلَى} لأنها ضمنت معنى النظر، والجملة مستأنفة. {إِلَى الَّذِينَ}: جار ومجرور في محل النصب مفعول {تَرَ} متعلق به. {أُوتُوا}: فعل ونائب فاعل، {نَصِيبًا}: مفعول ثان، والجملة صلة الموصول، {مِنَ الْكِتَابِ}: جار ومجرور صفة لـ {نَصِيبًا}، {يَشْتَرُونَ الضَّلَالَةَ}: فعل وفاعل ومفعول به، والجملة في محل النصب حال من ضمير {أُوتُوا}، أو من الموصول. {وَيُرِيدُونَ}؛ فعل وفاعل، والجملة في محل النصب معطوفة على جملة {يَشْتَرُونَ}. {أَنْ تَضِلُّوا السَّبِيلَ}: ناصب وفعل وفاعل ومفعول به، والجملة في تأويل مصدر منصوب على المفعولية لـ {يُرِيدُونَ}؛ أي: ويريدون ضلالتكم السبيل.