للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

المراد به بالآية، يعني إذا سلم عليكم المسلِّم .. فأجيبوه بأحسن مما سلم به عليكم، وإنما اختير لفظ السلام على لفظة حياك الله؛ لأنه أتم وأحسن وأكمل، لأن معنى السلام السلامة من الآفات، فإذا دعا الإنسان بطول الحياة بغير سلامة .. كانت حياته مذمومة منغصة، وإذا كان في حياته سليمًا .. كان أتم وأكمل، فلهذا السبب اختير لفظ السلام، ومن المطلوب المصافحة؛ لما ورد أنها تذهب الغل من القلوب، وأما تقبيل اليد فهو مكروه، إلا لمن ترجى بركته كشيخ أو والد، وأما المعانقة فمكروهة إلا لتشوق كقدوم من سفر ونحوه، ذكره الصاوي. {إِنَّ اللَّهَ} سبحانه وتعالى {كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَسِيبًا}؛ أي (١): محاسبًا لكم على كل أعمالكم، وكافيًا في إيصال جزاء أعمالكم إليكم، فكونوا على حذر من مخالفة هذا التكليف، وهذا يدل على شدة الاعتناء بحفظ الدماء؛ أي: إنه (٢) تعالى رقيب عليكم في مراعاة هذه الصلة بينكم بالتحية، ويحاسبكم على ذلك، وفي هذا إشارة إلى تأكيد أمر هذه الصلة بين الناس، ووجوب رد التحية على من يسلم علينا ويحيينا، والمعنى: أنه تعالى على كل شيء من رد السلام بمثله أو بأحسن منه مجازٍ.

ذكر نبذة من أحكام السلام فصل في فضل السلام والحث عليه

عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أن رجلًا سأل رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أي الإِسلام خير؟ قال: "تطعم الطعام، وتقرأ السلام على من عرفت ومن لم تعرف". متفق عليه. قوله: أي الإِسلام خير معناه: أي خصال الإِسلام خير. وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا، أولا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم .. أفشوا السلام بينكم". أخرجه مسلم.


(١) المراح.
(٢) المراغي.