للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

والمعنى: الله لا إله إلا هو فلا تقصروا في عبادته، والخضوع لأمره ونهيه، فإن في ذلك سعادتكم وارتقاء أرواحكم وعقولكم، وتحريركم من رق العبودية لأمثالكم من البشر، بل من دونهم من المعبودات، التي ذل لها المشركون، وهو سبحانه سيجمعكم ويحشركم إلى يوم القيامة، وهو يوم لا ريب فيه، ولا فيما يكون فيه من الجزاء عن الأعمال. وقرأ حمزة (١) والكسائي {أصدق} بإشمام الصاد زايًا، وكذا فيما كان مثله من صاد ساكنة بعدها قال نحو {يصدقون} و {تصدية} وأما إبدالها زايًا محضة في ذلك فهي لغة كلب وأنشدوا:

يَزِيْدُ زَادَ اللهُ فِيْ خَيْرَاتِهِ ... حَامِيْ الذِّمَارِ عِنْدَ مَزْدُوْقَاتِهِ

يريد عند مصدوقاته.

الإعراب

{مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ وَمَنْ تَوَلَّى فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا (٨٠)}.

{مَنْ}: اسم شرط جازم في محل الرفع مبتدأ، والخبر جملة الشرط أو جملة أو هما، {يُطِعِ الرَّسُولَ}: فعل ومفعول، وفاعله ضمير يعود على {من}، {فَقَدْ} {الفاء}: رابطة الجواب وجوبًا لاقترانه بـ {قد}، {قد}: حرف تحقيق، {أَطَاعَ اللَّهَ}: فعل ومفعول، وفاعله ضمير يعود على {مَن}، وجملة {مَنْ} الشرطية من فعل شرطها وجوابها مستأنفة. {وَمَنْ تَوَلَّى}: {الواو}: عاطفة، {مَنْ} اسم شرط في محل الرفع مبتدأ، والخبر جملة الشرط أو الجواب كما مر آنفًا. {تَوَلَّى}: فعل ماض في محل الجزم بـ {من} على كونه فعل شرط لها، وفاعله ضمير يعود على {من}، {فَمَا} {الفاء}: رابطة لجواب {من} الشرطية وجوبًا لاقترانه بـ {ما}، لأنه من المواضع السبعة المجموعة في قول بعضهم:

إِسْمِيَّةٌ طَلَبِيَّةٌ وَبِجَامِدِ ... وَبِمَا وَلَنْ وَبِقَدْ وَبِالتَّنْفِيْسِ


(١) البحر المحيط.