للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

رجعهم، ويقال: ركس مشددًا بمعنى أركس، وارتكس هو؛ أي: ارتجع، وقيل: أركسه إذا أوبقه، قال الشاعر:

بِشُؤمِكَ أَرْكَسْتَنِي في الْخَنَا ... وَأَرْمَيْتَنِيْ بِضُرُوْبِ الْعَنَا

وقيل: أضلهم، وقال الآخر:

وَأَرْكَسْتَنِي عَنْ طَرِيْقِ الْهُدَى ... وَصَيَّرْتَنِي مَثَلًا لِلْعِدَا

وقيل: بمعنى نكسه، قاله الزجاج:

رُكِسُوْا فِيْ فِتْنَةٍ مُظْلِمَةٍ ... كَسَوَادِ اللَّيْلِ يَتْلُوْهَا فِتَنْ

وفي "المصباح": ركست الشيء ركسًا - من باب قتل - قلبته، ورددت أوله على آخره، وعن الكسائي وغيره: الركس والنكس قلب الشيء على رأسه، أوردُّ أوله على آخره، وقال الراغب: معناهما الرد والنكس أبلغ؛ لأن النكس ما جعل أسفله أعلاه، والركس ما جعل رجيعًا بعد أن كان طعامًا. اهـ.

{حَصِرَتْ صُدُورُهُم}: وفي "المصباح" (١): حصر الصدر حصرًا - من باب تعب - إذا ضاق، وحصر القارئ إذا منع من القراءة، فهو حصير، والحصور الذي لا يشتهي النساء، وحصير الأرض وجهها، والحصير أيضًا الحبس، والحصير البادية، وجمعها حُصر، مثل بريد وبُرد، وتأنيثها بالهاء عامي. {فَإنِ اعْتَزَلُوكم}: من باب افتعل الخماسي بمعنى ابتعد، وهو من مزيد الثلاثي؛ لأن ثلاثيه عزل: بمعنى بعد وانفصل عن القوم، {سَبِيلًا}: السبيل الطريق، والمراد بها هنا طريق النجاة، {وَلِيًّا}: الولى النصير والمعين.

{وَدِيَةٌ مُسَلَّمَةٌ إِلَى أَهْلِهِ}: الدية (٢) ما غرِّم في القتل من المال، وكان لها في الجاهلية أحكام ومقادير، ولها في الشرع أحكام ومقادير سبق ذكر شيء منها، وأصلها مصدر أطلق على المال المأخوذ في القتل، ولذلك قال: {مُسَلَّمَةٌ إِلَى أَهْلِهِ} والفعل لا يسلم بل الأعيان، تقول في تصريفه: ودى يدي وديًا ودية،


(١) المصباح المنير.
(٢) البحر المحيط.