عمرو وابن عامر:{نزل} و {أنزل} بالضم مبينًا للمفعول، وقرأ الباقون: بالفتح فيهما مبينًا للفاعل.
وبعد أن أمر بالإيمان بما ذكر، توعد من كفر بذلك فقال:{وَمَنْ يَكْفُرْ} ويجحد {بـ} وجود {اللَّهِ} سبحانه وتعالي {و} بوجود {وَمَلَائِكَتِهِ وَ} بإنزال {كُتُبِهِ} السماوية، وقرىء:{وكتابه}، {و} بإرسال {رُسُلِهِ وَ} بمجيء {الْيَوْمِ الْآخِرِ} مع ما فيه من الحساب والميزان والجزاء والجنة والنار؛ أي: من يكفر بواحد من هذه المذكورات، وهذه كلها أسس الإيمان وأركانه .. {فَقَدْ ضَلَّ} وأخطأ عن صراط الحق، الذي ينجي صاحبه في الآخرة من العذاب الأليم، ويمتعه بالنعيم المقيم، {ضَلَالًا بَعِيدًا} بحيث يعسر العود من الضلال إلى سواء الطريق.
ومن فرق بين كتب الله ورسله، فآمن ببعض وكفر ببعض كاليهود والنصارى .. فلا يعتد بإيمانه؛ لأنه إما يتبع الهوى، أو يقلد عن جهل وعمى، ذلك أن سر الرسالة هي الهداية، ولم يكن بعض النبيين فيها بأكمل من بعض، فإذا كفر ببعض الكتب أو الرسل .. كان كفره بها دليلًا على أنه لم يؤمن بشيء منها إيمانًا صحيحًا مبنيًّا على فهم حقيقتها والبصر بحكمتها، وكل ذلك من الضلال البعيد عن طرق الهداية.
وإنما ذكر (١) الرسول فيما سبق؛ لذكر الكتاب الذي أنزل عليه، وذكر الرسل هنا؛ لذكر الكتب جملة .. فناسبه ذكر الرسل جملة، وتقديم الملائكة على الرسل؛ لأنهم الوسائط بين الله وبين رسله.