{يُرَاءُونَ النَّاسَ} وأصل يراؤون يُرائِيُون، فأُعل كنظائره، والجمهور على أن يراؤون من المفاعلة، قال الزمخشري: فإن قلت: ما معنى: وهي مفاعلة من الرؤية؟
قلت: أن المرائي يريهم عمله، وهم يرونه إستحسانه.
{مُذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذَلِكَ} جمع مذبذب اسم مفعول من ذبذب، وفي "المصباح" ذبذبه ذبذبة إذا تركه حيران مترددًا، وفي "أبي السعود": حقيقة المذبذب ما يذب ويدفع عن كلا الجانبين مرة بعد أخرى، وعبارة البيضاوي: والمعنى مرددين بين الإيمان والكفر، من الذبذبة وهي جعل الشيء مضطربًا، وأصل الذب بمعنى الطرد، وقرىء بكسر الذال بمعنى يذبذبون قلوبهم أو دينهم، أو يذبذبون كقولهم: صلصل بمعنى تصلصل، وزلزل بمعنى تزلزل، وفي "الشوكاني": الذبذبة الاضطراب، يقال ذبذبه فتذبذب ومنه قول النابغة:
قال ابن جني: المذبذب القلق الذي لا يثبت على حال اهـ. وقرىء: بالدال المهملة بمعنى أخذوا تارة في دبة وتارة في دبة، وهي الطريقة، ومنه ما روي عن ابن عباس رضي الله عنهما: اتبعوا دبة قريش؛ أي: طريقتهم اهـ "زكريا".
{سُلْطَانًا مُبِينًا} السلطان يذكر ويؤنث، فتذكيره باعتبار البرهان، وتأنيثه باعتبار الحجة، إلا أن التأنيث أكثر عند الفصحاء، وقال الفراء: التذكير أشهر، وهي لغة القرآن.
{فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ} قرأ الكوفيون بخلاف من عاصم: الدرك بسكون الراء، والباقون بفتحها، وفي ذلك قولان:
أحدهما: أن الدَّرْك والدَّرَك لغتان بمعنى واحد، كالشَّمْع والشَّمَع، والغَّدْر والغدر.
والثاني: أن الدرك بالفتح جمع دركة، على حد بقر وبقرة، والدرك مأخوذ من المداركة وهي المتابعة، والدركات بالكاف منازل أهل النار، والدرجات