{عَلِيمٌ}؛ أي: عالم؛ لأنّ علمه محيط بكل شيء، فيبين لكم ما فيه مصلحتكم ومنفعتكم، فهو لم يشرع لكم من من الأحكام إلا ما علم أن فيه الخير لكم لصلاح أنفسكم، وذلك شأنه في جميع أفعاله وأحكامه فكلها موافقة للحكمة، دالة على واسع العلم وعظيم الرحمة. وقال أبو عبد الله الرازي (١): في هذه السورة لطيفة عجيبة، وهي: أن أولها مشتمل على كمال تنزه الله سبحانه وتعالى وسعة قدرته، وآخرها مشتمل على بيان كمال العلم، وهذان الوصفان بهما تثبت الربوبية والألوهية، والجلال والعزّة، وبهما يجب أن يكون العبد منقادًا للتكاليف.
{يَا أَهْلَ الْكِتَابِ}: منادى مضاف، وجملة النداء مستأنفة. {لَا}: ناهية جازمة. {تَغْلُوا}: فعل وفاعل مجزوم بلا الناهية. {فِي دِينِكُمْ}: جار ومجرور ومضاف إليه، متعلق بتغلوا، والجملة الفعلية جواب النداء، لا محل لها من الإعراب. {وَلَا تَقُولُوا}: فعل وفاعل مجزوم بلا الناهية، والجملة معطوفة على جملة {لَا تَغْلُوا}. {عَلَى اللَّهِ}: جار ومجرور متعلق بتقولوا. {إِلَّا}: أداة استثناء مفرغ. {الْحَقَّ}: مفعول به لتقولوا؛ لأنه يمعنى لا تذكروا ولا تعتقدوا، ويجوز أن يكون صفة للمصدر المحذوف، أي: إلا القول الحق.
{إِنَّمَا}: أداة حصر. {الْمَسِيحُ}: مبتدأ. {عِيسَى}: بدل منه، أو عطف بيان منه. {ابْنُ} صفة لعيسى، وهو مضاف. {مَرْيَمَ}: مضاف إليه. {رَسُولُ اللَّهِ}: خبر المبتدأ، والجملة مستأنفة. {وَكَلِمَتُهُ}: معطوف على {رَسُولُ اللَّهِ}{أَلْقَاهَا}: فعل ومفعول، وفاعله ضمير يعود على الله، والجملة في محل النصب